مدير التغيرات المناخية: غازات البراكين تحجب أشعة الشمس وتسهم في زيادة برودة كوكب الأرض
أثار ثوران بركان جزيرة لا بالما الإسبانية، وما ينبعث عنه من غازات سامة، ودمرت حممه البركانية أكثر من 1800 فدان من الأراضي، وقرابة 2000 مبنى منذ ثورانه في 19 سبتمبر الماضي، مخاوف البعض من الغازات البركانية ومدى تأثيرها على الغلاف الجوي.
وبحسب ما أوضحته هيئة الأرصاد الجوية، فإن غازات البراكين قد تتسبب في سقوط أمطار حمضية على المناطق التي تتشكل فوقها السحب الرمادية، وانتشار الغازات السامة في الغلاف الجوي.
تبريد الكرة الأرضية
كشف الدكتور صابر عثمان، مدير إدارة التغيرات المناخية بوزارة البيئة سابقًا، عن الآثار المحتملة لانبعاث غازات البراكين، وكيف تؤثر على الغلاف الجوي ومساهمتها في أزمة تغير المناخ والاحتباس الحراري.
وقال عثمان إن غازات الاحتباس الحراري المتعارف عليها هي غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز أكسيد النيتروز، والهيدرو كلوروكربون، بالإضافة إلى البيرزفلوروكربون.
وأكد مدير إدارة التغيرات المناخية في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أنه إذا تحول أي غاز من الغاز المنبعثة من البراكين إلى أحد تلك الغازات تكمن الخطورة في هذه الحالة، وما دون ذلك يقتصر تأثيرها على تلوث الهواء.
وأوضح أنه على عكس ما قد يعتقد البعض، أن غازات البراكين لا تسهم في زيادة الاحتباس الحراري وإنما تعمل على زيادة برودة كوكب الأرض، حيث تتركز هذه الغازات في الغلاف الجوي وتحجب أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، وبالتالي يحدث التبريد، وفقًا لعثمان.
وأكد عثمان أن المراكز البحثية وهيئات الأرصاد والجهات المعنية بالبراكين والكوارث الطبيعية هي الجهات المنوط بها توضيح الآثار الناجمة عن تلك الكوارث، وفقًا لنماذج علمية مدروسة وتحليلها لمعرفة تأثيرها على الغلاف الجوي حسب قوة البركان.
هل تتأثر مصر
من جانبه كشف الدكتور مصطفى مراد، رئيس قطاع نوعية البيئة بوزارة البيئة، حقيقة تأثر مصر بغازات بركان لا بالما، حيث قال إن البراكين أحد المصادر الطبيعية لتلوث الهواء، ويميزها الجسيمات المنبعثة عنها والتي تؤثر بشكل مباشر على المناطق المحيطة بها.
وأضاف مراد في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أنه تنبعث عن البراكين ثاني أكسيد الكبريت وتتحرك مع حركة الرياح وتنتقل من موقع إلى آخر حتى تصل إلى مسافات بعيدة عن البراكين.
وأوضح الدكتور مصطفى أن بركان لا بالما يبعد عن مصر مسافة أكثر من 4000 كم، وبالتالي تأثيره على البلاد لن يكون ملحوظًا، مشيرًا إلى أن حركة الرياح تسهم في التخفيف والتشتت للغازات المنبعثة عن البركان ولن يكون في طبقات السطح القريبة.