المعتصمون يواصلون التصعيد في السودان.. والحرية والتغيير تتمسك بتسلم رئاسة السيادي
ما زالت الأزمة في السودان تشهد تطورات جديدة، ومساعٍ مختلفة للحل، مع استمرار اعتصام مجموعة من المواطنين أمام القصر الرئاسي في الخرطوم، مطالبين بحل الحكومة، ومجموعة أخرى تساند الحكومة، وتطالب بتسليم السلطة إلى الحكومة المدنية، ويعكس ذلك، الخلافات بين مكونات السلطة الانتقالية في السودان، المدنيين والعسكريين.
وشهدت شوارع الخرطوم، توترات جديدة، صباح اليوم الأحد، عندما أغلقت المجموعة المعتصمة أمام القصر الرئاسي، شوارع وسط الخرطوم بالكامل؛ لتتدخل الشرطة السودانية وتطلق الغاز المسيل للدموع وتعيد فتح الطريق مرة أخرى، وهي محاولة تصعيدية ثانية بعدما اتجهت هذه المجموعة إلى أمس السبت، إلى اقتحام مبنى وكالة السودان للأنباء “سونا”، أثناء عقد مؤتمر صحفي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بالإضافة إلى اقتحام مباني وزارة الثقافة والإعلام القريبة من رئاسة مجلس الوزراء، وهي محاولات وصفها أحد متحدثي الحرية والتغيير بأنها ”رجسا من أرجاس الفلول”.
إلى ذلك، تؤكد قوى الحرية والتغيير السودانية، التي تتشكل منها الحكومة المؤقتة، دعمها لحكومة عبدالله حمدوك، مجددة تمسكها بتسليم سلطة مجلس السيادة إلى المدنيين في شهر نوفمبر المقبل، وهو المجلس الذي يترأسه حاليا الفريق أول عبدالفتاح البرهان، كما طالبت باحترام الوثيقة الدستورية وتوحيد الجيش ودعم عمل اللجنة الوطنية المكلفة بتفكيك بنية نظام الإخوان.
الحرية والتغيير تتمسك برئاسة السيادي
وقال محمد ناجي الأصم، عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، في مؤتمر صحفي للائتلاف، إن سبب الأزمة الحالية في السودان هو مسألة الترتيبات الأمنية لتوحيد الجيش، وتسليم مجلس السيادة للمدنيين وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكدت قوى الحرية والتغيير تمسكها بتسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين في 17 نوفمبر المقبل، حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية، والتي نصت على تبادل رئاسة المجلس بين العسكريين والمدنيين.
وطالب الأصم، اللجان والأجسام المهنية بالاستعداد لصد أي محاولة لإجهاض الثورة، فيما أكد عضو المجلس المركزي بالحرية والتغيير، ياسر عرمان، أن الحكومة لن تُحل بأوامر من أي جهة داخلية أو خارجية، وإنما عبر إرادة الشعب.
جهود أمريكية مكثفة
وخلال الساعات الماضية، كثف جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي للسودان والقرن الإفريقي، من جهوده لحل الأزمة، والتقى برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو؛ لكن دون الإعلان عن نتائج محددة للاجتماعات.
وفي بيان مقتضب؛ أكد مجلس الوزراء السوداني، أن الموقف الأمريكي داعم للتحول المدني في السودان.
فيما أفادت السفارة الأمريكية بالخرطوم، بأن فيلتمان، أكد، خلال اللقاء، دعم الولايات المتحدة للانتقال الديمقراطي المدني في السودان، بما يتماشى مع ما عبر عنه الشعب السوداني، مضيفة أنه حث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الوثيقة الدستورية، واتفاق جوبا للسلام.
تشديد الحراسة على سجن البشير
وبالتزامن مع هذه التطورات، أفادت وسائل إعلام سودانية، نقلا عن شهود عيان، بأن الجيش فرض إجراءات أمنية مشددة، وعزز الحراسة على سجن كوبر في العاصمة الخرطوم، الذي يُحتجز به الرئيس السابق عمر البشير وعدد من معاونيه.
محاولة حكومية جديدة لحل أزمة الشرق
وفي محاولة جديدة لحل أزمة الشرق؛ يصل وفد مفوض من رئيس الوزراء السوداني، يترأسه وزير الري ياسر عباس، إلى بورتسودان، مساء اليوم؛ للقاء محمد الأمين ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، لحل أزمة الشرق، والتفاوض على فتح الموانئ؛ لمعاناة البلاد من تراجع مخزون المواد الغذائية والطبية والوقود وغيرها، بسبب إغلاق الموانئ.
وتحاول الحكومة، من خلال هذه الخطوة، التعبير عن جديتها في التوصل إلى حل مقبول لقضية شرق السودان، ومعالجة مظالمها المشروعة، وتخفيف معاناة المواطنين.