الرواية والريف.. خيري شلبي يرصد الظلم الاجتماعي في السنيورة
تناولت العديد من الروايات الريف المصري، واستطاعت أن تصور عالم الفلاح ومعاناته المعيشية ومن بين هذه الروايات رواية السنيورة للكاتب خيري شلبي.
تنقل لنا الرواية عالمًا مليئًا بالوجع والمرارة من خلال تصوير ما يعانيه الفلاحون العاملون في وسية باشا يُسمى محمد علي أيام حكم الملك فؤاد، حيث يتسابق الفلاحون في استعراض مهاراتهم أمام السنيوة زوجة ناظر التفتيش لتختار من بينهم من يعما سائسا لبغلة التفتيش، وهي أمنية غالبة لكل واحد لأنها توفر له مبلغا شهريا وحياة رغدة.
وعلى الرغم من أن من يعمل في خدمة بغلة التفتيش يكون نهايته العثور عليه مقتولًا ومنهم ابن بسيونية الذي عثر عليه مقطوع الرأس في المصرف، لكن ذلك لا يمنع الشباب من الحلم بالعمل في خدمة البغلة، لأنها توفر لها حياة أفضل إلى الحد الذي يجعل الرجال يرقصون أمام السنيورة ليقع عليهم الاختيار وخدمة البغلة.
صور للظلم الاجتماعي
واستعان الكاتب بسبعة روارة لينقلوا لنا الأحداث من وجهة نظر كل واحد فيهم، ويقول الدكتور حمدي حسين في كتابه الرؤية السياسية في الرواية الواقعية أن الرواية تجسد صورا متعددة للقهر والظلم الاجتماعي طرفاها السنيورة زوجة ناظر التفتيش التي تسكن سراية الكردي ومعاونوها،والطرف الآخر يمثله عمال التراحيل.