الكهرباء: مشروع الربط مع السعودية انطلاق للسوق العربية المشتركة لنقل الطاقة
وقّعت مصر والسعودية مؤخرًا، عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، كخطوة اقتصادية مهمة، تأتي تتويجًا لتوجيهات قيادتي البلدين، ممثلة في الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس عبدالفتاح السيسى التي تنص على تعزيز الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما وترسيخ العلاقات العريقة والمتميزة بينهما، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، وتنفيذًا لمذكرة التفاهم في مجال الربط الكهربائى بين البلدين.
قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، هو بداية السوق العربية المشتركة لنقل الطاقة، موضحًا أن السعودية مرتبطة بدول الخليج العربي، والربط مع المملكة يؤدي لربط مصر بدول الخليج.
وأضاف حمزة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن مصر تدرس رفع قدرات الخطوط التي تربطها بالأردن، للقدرة على الربط الكهربائي مع سوريا ولبنان والعراق، ولكن في ظل الحرب في سوريا، تحتاج هذه الخطوط لإعادة تأهيل، وبذا تستطيع إمداد العراق وباقي الدول بالكهرباء.
وأشار متحدث وزارة الكهرباء، إلى أن مصر تمتلك شبكة كهربائية قوية، وهو ما يعد ركيزة هامة وممرًا للجانب الآسيوي أيضا، إذ يعد نقطة انطلاق للتحول لمحور أساسي لسوق الكهرباء العربية، لافتًا إلى أنه سيكون محورًا أساسيًا في الربط الكهربائي العربي، الذي يهدف لإنشاء بنية أساسية لتجارة الكهرباء بين الدول العربية، تمهيدًا لإنشاء سوق مشتركة للكهرباء والاتصالات بدول الخليج، ويتيح خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، إمكانية بيع الطاقة لدول الخليج مستقبلًا.
قال الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك الأسبق، في تصريحات لـ القاهرة 24، إنه بعد الربط الكهربائي مع السعودية، ينفتح المجال للربط مع ما خلفها من دول الخليج، إذ تكون قيمة نوعية في هذا المشروع متمثلة في وقت الذروة، إذ أن الذورة في المملكة صباحية، وفي مصر مسائية، وهو ما يشبه تخزين الطاقة، إذ سترسل مصر طاقة شمسية في الصباح، وتستقبل نفس الكمية في المساء، كأن الشبكة خزان للطاقة الشمسية بقدرة 3000 ميجاوات.
مشروع الربط الكهربائي، يمثل ارتباطًا قويًا بين أكبر شبكتي كهرباء في المنطقة العربية، بإجمالي قدرات 150 ألف ميجاوات، ويتكون المشروع من إنشاء 3 محطات تحويل جهد عالٍ: «شرق المدينة- ومحطة تبوك بالمملكة، ومحطة بدر شرق القاهرة» بتكلفة مليار و800 مليون دولار.
يقول الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن هذا المشروع يمثل ارتباطًا قويًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموى لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء.
يوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه في ضوء الخطط الطموحة للبدلين للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة فإن هذا الربط يمثل صمام أمان للشبكتين الكهربائيتين لمواجهة طبيعة عدم استقرار الطاقات المتجددة بشكل عام ويوفر استثمارات هائلة لمعالجة أي آثار تنتج عن ذلك.
