السودان: إغلاق الطرق المؤدية للعاصمة ومحاولات لتفريق المتظاهرين وسط الخرطوم
حالة من الاضطراب تعيشها العاصمة السودانية الخرطوم منذ عدة أيام، في ظل استمرار اعتصام مجموعة من المواطنين أمام القصر الرئاسي في الخرطوم، إذ تشهد الخرطوم احتجاجات ما بين مؤيد ومعارض للحكومة.
فالساحة السياسية السودانية باتت منقسمة بين مطالبين بحل الحكومة، ومجموعة أخرى تساند الحكومة، وتطالب بتسليم السلطة إلى الحكومة المدنية، الأمر الذي يشير إلى وجود خلافات بين مكونات الحكومة السودانية المدنية والعسكرية.
وخلال الساعات الماضية، أغلقت حشود من المحتجين المطالبين بحل الحكومة المدنية وتسليم السلطة إلى العسكريين في العاصمة السودانية الخرطوم، طريقًا رئيسيا يربط العاصمة بمدينة الخرطوم بحري، عبر النيل الأزرق.
حقيقة غلق مطار الخرطوم
وفيما يتعلق بالأنباء المتداولة بشأن تعليق حركة الرحلات الجوية من وإلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم، نفت إدارة مطار الخرطوم الدولي ما تردد عن إغلاقه، مؤكدة أن تلك الأخبار مجرد شائعات.
وطمأنت إدارة مطار الخرطوم الدولي، وفقًا لوسائل إعلامية سودانية، اليوم الأحد، المسافرين والقادمين عبره بأن الحركة الجوية في المطار مستمرة بصورة طبيعية.
صراع الحكومة السودانية
وفي السياق ذاته، التقى وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف، خلال الساعات الماضية، بالمبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الذي يزور الخرطوم حاليا.
وأوضح، في بيان له، أن اللقاء بحث جوانب الأزمة السياسية الحالية التي تمر بها البلاد وسبل الخروج منها عبر الالتزام بالوثيقة الدستورية، وباتفاقية جوبا لسلام السودان كمرجعية مؤسسة للمرحلة الانتقالية.
وفي سياق متصل، التقى الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الحكومة السودانية، والفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني، بالمبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي، لبحث أهمية المحافظة على عملية الانتقال المدني الديموقراطي وصولًا لانتخابات حرة نزيهة يختار فيها الشعب السوداني ممثليه بنهاية الفترة الانتقالية.
وشهدت شوارع الخرطوم، توترات جديدة، صباح اليوم الأحد، عندما أغلقت المجموعة المعتصمة أمام القصر الرئاسي، شوارع وسط الخرطوم بالكامل؛ لتتدخل الشرطة السودانية وتطلق الغاز المسيل للدموع وتعيد فتح الطريق مرة أخرى، وهي محاولة تصعيدية ثانية بعدما اتجهت هذه المجموعة إلى أمس السبت، إلى اقتحام مبنى وكالة السودان للأنباء سونا، أثناء عقد مؤتمر صحفي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بالإضافة إلى اقتحام مباني وزارة الثقافة والإعلام القريبة من رئاسة مجلس الوزراء، وهي محاولات وصفها أحد متحدثي الحرية والتغيير بأنها رجسا من أرجاس الفلول.
وفي محاولة جديدة لحل أزمة الشرق؛ يصل وفد مفوض من رئيس الوزراء السوداني، يترأسه وزير الري ياسر عباس، إلى بورتسودان، مساء اليوم؛ للقاء محمد الأمين ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، لحل أزمة الشرق، والتفاوض على فتح الموانئ؛ لمعاناة البلاد من تراجع مخزون المواد الغذائية والطبية والوقود وغيرها، بسبب إغلاق الموانئ.
وتحاول الحكومة، من خلال هذه الخطوة، التعبير عن جديتها في التوصل إلى حل مقبول لقضية شرق السودان، ومعالجة مظالمها المشروعة، وتخفيف معاناة المواطنين.
