الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

منعه السوفيت من رؤية زوجته وابنه.. أبرز العقبات في حياة نجيب سرور بـ ذكرى وفاته

نجيب سرور
ثقافة
نجيب سرور
الأحد 24/أكتوبر/2021 - 10:14 م

وفي قـريتي كلهم أشقياء.. تحل علينا اليوم ذكرى وفاة شاعر المجاذيب، الناقم الكبير، الشقي الذي لم يتخل عنه شقاؤه يومًا، إنه نجيب سرور، الذي رحل عن عالمنا في 24 أكتوبر من العام 1978.

نجيب سرور

ولد نجيب سرور في يونيو من العام 1932، في قرية صغيرة تدعى إخطاب، إحدى قرى محافظة الدقهلية، التحق بمدرسة حكومية قريبة من قريته، وبعد ذلك بكلية الحقوق، والتي تركها قبل التخرج للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه عام 1956.

وفي قريتي عمدة كالإله.. عاش سرور حياة الفلاحين ومعاناتهم عن قرب، فهو أحد الفلاحين، نشأ في قرية مهمشة، وعايَش حياة المنسيين، الذين أنهكهم الإقطاع، وكانت أولى قصائده المنشورة في عام 1956، تصوّر بشكل رمزي عالم الإقطاع، والتسلط، متخذًا من والده بطلًا للقصيدة، والتي تعرض فيها للظلم والاعتداء، على يد عمدة القرية، الذي كسر لديه صورة الوالد، البطل الذي إذا ما استعصت عليه الأمور، يقول: أبي يستطيع.

ذهب نجيب سرور عام 1958، إلى موسكو بعد حصوله على منحة دراسية، لدراسة الإخراج المسرحي، وفي تلك الفترة تأثر سرور بالفكر الشيوعي، وانضم إلى الشيوعيين السوفيت، وبسبب هذا، كانت تكتب فيه تقارير سيئة من زملائه، وترسل إلى السلطات الأمنية في مصر، والتي تضمنت أنه أساء لمصر خلال جلساته التي خاضها مع الشيوعيين السوفيت، وتسببت تلك التقارير، في أن قررت الحكومة إلغاء منحته الدراسية، لكن آثر البقاء في موسكو على الرجوع إلى القاهرة وقتها، وتحولت البعثة لمنفى، وأسقطت عنه الجنسية المصرية.

ده مصر يا شهدي في الجغرفيا ما لها مثيل، وفي التاريخ عمرها ما كانت التانية

 دبت العديد من الخلافات بين نجيب سرور وبين الشيوعيين الروس، وغادر على إثرها روسيا متوجها للمجر، وتزوج في تلك الفترة، وأنجب طفله شهدي، وبسبب انتقاده الدائم لجمال عبد الناصر، كان تحت الأنظار والمتابعة المستمرة، وعندما عاد إلى مصر 1964، بعد تدخل الكثير من المثقفين، الذين اطلعوا على حالته السيئة في الخارج، بدأت رحلة المعاناة التي لم تنتهِ إلا بموته.

فعند عودة سرور من الخارج، بدأ فصل جديد من رحلته، وكانت أولى العقبات التي واجهته، أنه حُرم من رؤية زوجته وابنه بعد أن منعهما السوفيت من السفر، إضافة إلى منع سرور من السفر من مصر.

 

القِ ما في القلب حتى للحجر، أوليس أحفظ للنقوش من البشر؟

تعلق نجيب بالشعر منذ صغره، حيث تأثر أولًا بوالده، الذي كان يكتب الشعر، ثم بعد ذلك تعلق بـ أبي العلاء المعري، ونجد هذا التعلق والتأثر ظاهرًا في إحدى دواوينه الشهيرة، الذي جاء بعنوان «لزوم ما يلزم»، متشبهًا في الكلام، ومفارقًا في المعنى، من اسم ديوان أبي العلاء الشهير «لزوم ما لا يلزم» المعروف باللزوميات. 

كتب سرور العديد من الأشعار والمسرحيات التي جاءت معظمها في شكل انتقادات لاذعة للنظام، خاصة بعد هزيمة 67، والتي أثّرت عليه كثيرًا، وجعلته أكثر عدوانية تجاه النظام، وتعد أعماله المسرحية، والتي تتحمل نصوصها الكثير من الإسقاط، من أجرأ ما كُتب في المسرح في تلك الفترة، ومنها ثلاثيته الأشهر، ياسين وبهية، وآه ياليل يا قمر، وقولوا لعين الشمس، حيث جسد من خلال شخصية ياسين، الفلاحين، والعمال، والجنود، في مواجهة، الإقطاع، والسلطة، والإنجليز، وهذا الصراع المحتدم بين من امتلكوا زمام الدنيا، ومن لا يملكون حتى القوت.

وأما مسرحيته المثيرة للجدل، الذباب الأزرق، والتي عرضت لفترة قصيرة على خشبة المسرح، قبل أن يتم منعها، تناول فيها سرور أحداث أيلول الأسود، التي وقعت بين الأردن وفلسطين  1970،  بسببها أودع سرور مستشفى الأمراض العقلية، والتي ظل يتردد عليها قسرًا، حتى فارق الحياة بعدما نفد احتماله.

 وخلال وجوده في مستشفى الأمراض العقلية، كتب سرور ديوانه الأكثر جرأة، وتهكمًا، وبذاءة، وشهرة، هو «الأميات» والذي منع نشره، ومازال حتى الآن لا يمكن نشره لما يحتويه من ألفاظ بذيئة، صاغ فيها اعتراضه وانفجاره الكبير، في وجه الحكومة، والفن، وحبيبته، وأصدقائه، تحدث فيها عن اعتقاله وتعذيبه، وعن حجره في مستشفى الأمراض العقلية، وعن خيانة زوجته ومن حوله، ونهاها سرور متحدثًا للشعب ومحفزًا له على الكلام.

تابع مواقعنا