بعد 5 سنوات من التعويم.. مستثمرون أجانب لـ القاهرة 24: مصر ستكون محطة للاستثمارات الأجنبية بدعم الإصلاح الاقتصادي
توقع مستثمرون أجانب، تحسن مناخ الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، خلال المرحلة المقبلة عقب الجائحة، بعدما تراجع خلال آخر عامين في مصر، رغم ارتفاعه عالميا، وذلك كانعكاس للإصلاحات الاقتصادية التي شهدتا مصر وعززن ثقة رجال الأعمال الأجانب في مناخ الأعمال.
الاستثمار الأجنبي في مصر
أظهرت أحدث بيانات من البنك المركزي عن الاستثمار الأجنبي، أن صافي الاستثمار الأجنبي للعام المالي الماضي المنتهي في يونيو 2021 سجل تراجعا بنسبة 30.6% مقارنة بالعام المالي السابق 2019-2020، مضيفا أن صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر سجل في نهاية العام المالي الماضي 2020-2021 نحو 5.2 مليار دولار مقابل 7.5 مليار دولار عن عام 2019-2020.
ورغم هذه الأرقام الرسمية من البنك المركزي، فإن الاستثمارات الأجنبية المباشرة ما تزال أقل من مستوها المتحقق في العام 2018-2019، قبل أن يتم فصل وزارة الاستثمار عن التعاون الدولي، والاكتفاء بهيئة الاستثمار ووضع تبعيتها لرئيس الوزراء، حينما حققت صافي 8.2 مليار دولار.
وقبل ذلك، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر سجل في عام 2017-2018 نحو 7.7 مليار دولار، وفي 2016-2017 عام بداية الإصلاح الاقتصادي وتحرير الصرف، فسجل 7.9 مليار دولار.
بعد صدور تقرير البنك المركزي عن الاستثمارات الأجنبية العام المالي الماضي بـ 4 أيام، أصدرت مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أونكتاد، تقريرا عن الاستثمار الأجنبي عالميا، موضحة أن الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفع عالميًا إلى ما يقدر بنحو 852 مليار دولار في النصف الأول من عام 2021، مما يدل على حدوث انتعاش أقوى من المتوقع، بعد الانخفاض الكبير الذي حدث خلال العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، موضحا أن الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفع خلال الربعين الأولين، بعدما تمت استعادة أكثر من 70% من الخسائر التي نجمت عن أزمة كوفيد-19 في عام 2020.
مؤسسات مستعدة لضخ استثمارات جديدة
يقول محمد بن عبيد المزروعي رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، التي تعد من المؤسسات الإقليمية الهامة التي تساهم بها عدة دول، إن المؤسسة مستعد لمضاعفة استثمارتها بمصر بما يعادل نحو 9 أضعاف ما تم ضخه خلال الـ25 عاما الماضية منذ بداية عمل المؤسسة مع مصر.
قال المزروعي لـ القاهرة 24، إن المؤسسة ستضخ نحو 220 مليو دولار أمريكي في فترة لن تزيد عن 5 سنوات مقبلة في مصر، مقارنة بنحو 30 مليون دولار تم ضخها خلال السنوات الماضية، معللا هذا الارتفاع في ضخ الاستثمارات، لما لمسه من إصلاحات واسعة لمناخ الأعمال في مصر خلال السنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
دور طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري
يرى المزروعي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل ميداني ويعمل على الأرض، مشيرا إلى أنه رأى نشاطات واسعة للرئيس على الأرض وزيارات ميدانية متعددة خلال زياراته لمصر، مما يعطي مؤشرا مريحا لرجال الأعمال، متوقعا أن تشهد مصر طفرة في الاستثمارات العربية خلال الفترة المقبلة بدعم هذه المؤشرات الإيجابية.
ذكر المزروعي، أن طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، قام بدور رائد أيضا في تعزيز ثقة المستثمرين، عبر الإصلاحات المالية التي قام بها، لافتا إلى أن استقرار سعر الجنيه أمام الدولار خلال فترة الجائحة يعد إنجازا يحسب لمحافظ المركزي المصري.
مصر رائد الصناعة والاستثمار
أما الدكتور كريس نيلسون، الرئيس التنفيذي لشركة كيمين الأمريكية، إحدى كبرى الشركات في مجال تصنيع اللقاحات البيطرية بمصر والشرق الأوسط وإفريقيا، فقال لـ القاهرة 24، إن الشركات الأجنبية والشركات الأمريكية تحديدا تنظر إلى مصر على أنها رائد الصناعة والاستثمار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
تابع رئيس الشركة العالمية، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أنه سبق أن التقى المستشار محمد عبدالوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ولمس ما تقوم به مصر من مجهودات واسعة لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي تم تنفيذها في مصر خلال السنوات الأخيرة، والتي تمثل أحد أعمدة جذب الاستثمارات وتحسن المناخ الاقتصادي.
ميسم الحناوي الرئيس التنفيذي لشركة إلكترولوكس مصر، التي تعد من أكبر الشركات السويدية على مستوى العالم وتعمل في نحو 130 دولة، فيرى أن مصر ستكون من أكبر الدول في المنطقة جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة، بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الحكومة بداية من عام 2016، والذي ساعدها خلال الفترة الجائحة وعزز من ثقة المستثمرين الأجانب.
شركة أجنبية تعمل في مصر منذ 50 عاما
يقول الحناوي لـ القاهرة 24، إن شركته تعمل في مصر منذ 50 عاما منذ عام 1970، وعاصرت كافة الإصلاحات الماضية، ولها استثمارات واسعة في الصناعات الهندسية، وتخطط لضخ مزيد من الاستثمارات تقدر بمليارات الدولارات خلال الفترة المقبلة، لتصبح مصر مركزا لصناعاتهم التي توجه لكافة الدول في المنطقة، على رأسها دول الخليج وشمال إفريقيا، وبقية الدول الإفريقية التي تخطط الشركة لدخولها في مرحلة مقبلة.
يرى رئيس الشركة العالمية، أن الشركة الأم في ستوكهولم وافقت على استثمارات جديدة ستضخ في السوق المصري، وسيتم الإعلان عنها رسميا في فترة لاحقة هذا العام، لافتا لإغلاق مصانع الشركة في إيطاليا وتحويل عملها إلى مصر خلال الفترة الأخيرة لثقة الشركة في المناخ المصري، لافتا لزيادة اهتمام الكترولوكس العالمية بالسوق المصرية خلال الأعوام الاخيرة نتيجة التطور الاقتصادي الرائع الذي يحدث بها، كاشفا عن موافقة المركز الرئيسي للشركة في استكهولم بالسويد على ضخ استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة واقتصارها على مصر في المنطقة العربية.
مصر محطة التصدير لـ30 دولة
من جانيه، قال الدكتور مجدي السيد، الرئيس التنفيذي لشركة ميفاك للقاحات البيطرية، التي تصل إجمالي استثماراتها حاليا في نحو 100 مليون دولار، إن الشركة استفادت من الإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي قامت بها مصر خلال السنوات الأخيرة، على رأسها تحرير سعر الصرف، الذي ساهم في توافر العملة الصعبة.
أوضح رئيس ميفاك للقاحات البيطرية، أن شركته مستعدة لتوسيع الاستثمارات في مصر وضخ نحو 1.8 مليار جنيه في 3 مصانع جديدة، بدعم الإصلاحات الاقتصادية وتوفير المناطق الصناعية المرفقة وتحسن البينة التحتية في مصر، مشيرا بأن الشركة تسعى لمضاعفة صادراتها 3 أضعاف خلال الثلاث سنوات المقبلة لتتجاوز 20 مليون دولار في مقابل 7-8 ملايين دولار حاليا، من خلال التوسع في عدد الأسواق التي يتم التصدير لها لتصل إلى 30 دولة مقارنة بـ17 دولة الآن.
يوضح رئيس ميفاك، أن مصر تشهد حاليا تحركات ايجابية لدعم التصنيع والصناعة المحلية وكذلك دعم المصدرين، حيث تقوم هيئة الاستثمار بدور جيد في جذب الاستثمارات الجديدة، كما أن هناك سرعة في إعطاء الموافقات من هيئة التنمية الصناعية، فضلا عن توحيد التعامل مع جهة واحدة بدلا من 16 جهة سابقا كان معها يطول فترة الحصول على الموافقات.