شابان مصريان يؤسسان أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط لإعادة تدوير السجائر
شابان مصريان وجدا في أول وأكبر ملوث للبيئة في العالم وهو السجائر فرصة عمل كبيرة ومجالًا خصبًا بعيدًا عن منافسة أي جهة أو أشخاص، وأسسا أول مصنع لتدوير السجائر ومخلفاتها في مصر والشرق الأوسط.
المهندس إيمانويل وشريكه المهندس المدني رفائيل شُغلا بقضايا البيئة وحمايتها من التلوث وتوفير محيط آمن، إلى جانب بغضهما للتدخين ومخاطره الصحية الناجمة عنه، وقررا استثمار حماسهم في مجال جديد يخدم فكرهما.
يروي المهندس إيمانويل تفاصيل الفكرة ومن أين يحصل على المواد الأولية ألا وهي السجاير، حيث يقول إن شركتهما الناشئة تتعاقد مع المطاعم والحانات البارات والمصانع أيضًا لجمع أعقاب وفلاتر السجائر.
ويضيف إيمانويل في حديثه لـ القاهرة 24، بعد استلام المخلفات يتم فرزها وبيع الورق الناتج عنها بالطن أو إعادة تدويره، أما فلاتر السجائر المصنوعة من مادة البوليمر يتم إعادة تدويره ويدخل في صناعات عديدة.
الشركة الناشئة التي تعيد تدوير السجائر استطاعت تصنيع طفايات مخصوصة مصنوعة من مادة الستانلستيل تخدم فكرتها وتُسهل عملية جمع السجائر وسهولة فصلها فيما بعد، حيث يوجد بها مخرج في الأسفل يعمل على تجميع هذه المخلفات في حاويات خاصة بالشركة.
في مصنع صغير بالمدينة الصناعية بطريق بلبيس انطلق إيمانويل وشريكه الذي تجمعه به صداقة قوية، وأسسا هذا المصنع الذي يتعاملان معه بسرية شديدة حيث يتعاقدون مع مقاول أو وسيط عُمال ويستقطبون عمالًا جديدة كل بضعة أيام حتى لا يكتشف أحد سر الخلطة حسب تعبيره أو لُب فكرته، خاصة وأنها ما زالت تحت الإنشاء والتطوير.
الشركة التي أطلقا عليها اسم Egyptian Green Company تستقبل نحو 3 إلى 3.5 طن مخلفات سجائر أسبوعيًا، وتعد حملات التنظيف التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني مصدرًا هامًا لهذه المواد.
حسب حديث المهندس إيمانويل تعد السجائر أكبر ملوث للبيئة حيث تشير الإحصاءات العالمية إلى أن نحو 60% من المخلفات التي تُلقى في المحيطات من السجائر، حيث تلوث السيجارة الواحدة بالمعادن الثقيلة والنيكوتين وغيره ما 50 إلى 60 لتر مياه.
يرى إيمانويل أنه استطاع أن يستفيد من نوع مهمل من المخلفات لا يلتف إليه أحد ويمثل تحديًا أمام الحصول على بيئة نظيفة وكذلك أمام أصحاب مشروعات إعادة التدوير، وفي النهاية يتمنى الشريكان أن يتمكنا من نشر التوعية بخطورة السجائر على الصحة العامة والبيئة المحيطة وتسليط الضوء على ما تمثله من تلوث.