الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمره 43 مليون سنة.. شروق الأشقر باحثة بجامعة المنصورة توثق رحلة اكتشاف الفأر السفروت | حوار

الدكتورة شروق الأشقر
محافظات
الدكتورة شروق الأشقر
الثلاثاء 26/أكتوبر/2021 - 07:09 ص

كوكبة من العلماء تملكها جامعة المنصورة، دائما ما تُثري علم الحيوان باكتشافات جديدة ونادرة، لأنواع مختلفة من الحيوانات يعود عمرها لملايين السنين. 

 

فأر قزم عاش في صحراء الفيوم من سلالة نادرة، في حجم عقلة الإصبع، اكتشف بدايته علماء من جامعة دوك الأمريكية، فيما تولت باحثة بجامعة المنصورة توثيق رحلة حياة هذا السفروت.  

 

من داخل مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة «سلّام لاب»، أجرى القاهرة 24 حوارًا مع الدكتورة شروق الأشقر، مكتشفة «الفأر السفروت»، والذي يرجع عمره لـ 43 مليون سنة، وذلك ضمن رسالة الماجستير الخاصة بها، وإلى نص الحوار.

في البداية عرفينا بنفسك؟ 

شروق الأشقر، باحثة ماجستير بجامعة المنصورة، وضمن فريق سلام لاب المتخصص في دراسة الحفريات الفقارية.

حدثينا عن تفاصيل اكتشافك لـ الفأر السفروت؟

 هو نوع جديد من القوارض كان يعيش في صحراء الفيوم قبل 43 مليون سنة، وأجريت دراسة على العينات التي اكتشفتها البعثات الأجنبية منذ عشرات السنين، وتم نقلها لجامعة دوك الأمريكية، وهذا كان بداية الخيط، وقبل 3 سنوات بدأت دراستها ضمن رسالة الماجستير الخاصة بي، حتى نجحت في تسجيل نوع وجنس جديد من القوارض، وأطلقنا عليه إسم «قطرانيميز سفروتس».

وماذا يعني هذا الإسم؟ 

قطراني نسبة إلى جبل قطراني بالفيوم مكان الاكتشاف، وميز تعني فأر باللاتيني، وسفروتس نظرًا لصغر حجمة. 

وماهي العينات التي تم دراستها؟ 

العينات عبارة عن جمجمة يبلغ حجمها 1.5 سم، والأسنان طولها 1 مللي متر، ووزنه تقريبًا 45 جرامًا. 

جمجمة الفأر

هل صغر حجم العينات كان سببًا في طول مدة الدراسة؟

بالتأكيد البحث العلمي يستغرق وقتًا في دراسته، خاصة وأن العينات المعثور عليها صغيرة جدًا، وقمت بدراسة أدق التفاصيل الموجودة داخل عينة مساحتها ملل واحد، وهو ما اعتبره تحديًا كبيرًا، كما استلزمت الدراسة مقارنة التغيرات الموجودة في الاكتشاف الجديد، مع القوارض الموجودة في المنطقة العربية الإفريقية، وذلك حتى أتأكد من أنه نوع جديد لم يكتشف من قبل. 

عينات الاكتشاف

حديثنا عن رحلة هجرة الفأر السفروت وسبب اختفائه من مصر؟ 

النوع المكتشف من القوارض منشأه في أسيا، وجاءت مهاجرة لإفريقيا، وبدأت تنتشر حتى هاجرت لأمريكا الجنوبية، وفي فترة ما حدثت برودة في الأرض، وتسببت في تكوين القطبين الشمالي والجنوبي، وتلك الكائنات تعودت على المعيشة في نمط معين من درجات الحرارة، ومصر تعتبر منطقة استوائية فكانت مناسبة لها، ودفعتها التغيرات المناخية للهجرة لمناطق استوائية جديدة أكثر دفئنًا، مثل جنوب وغرب إفريقيا.

وكيف عبرت القوارض المحيط الأطلنطي؟ 

أحدث الأبحاث العلمية أكدت أن الكائنات الصغيرة مثل القوارض والقردة، استقلوا جذوع الأشجار التي تواجدت في الغابات، وانتقلوا من خلالها عبر المحيط الأطلنطي من مكان لآخر.

الدكتورة شروق الأشقر

هناك بعض الأصوات ترفض الاعتراف بوجود كائنات كانت تعيش قبل ملايين السنين، كيف تري ذلك؟

التعليق الشهير هو «ملايين إزاي هو في حد بيعد وراهم»، لكن الحقيقة أن تحديد الأعمار يتم من خلال أبحاث علمية دقيقة جدًا، فهناك دراسات مثل النظائر المشعة التي تمكنت من تحديد أعمار الصخور، وأثبتت أن كل عنصر له مدى زمني وعمر معين يمكن تحديده بشكل دقيق.

وعلى سبيل المثال عند العثور على حفرية وسط الصخور، إذا توصل الباحثين لعمر الصخر، فمن خلاله يمكنهم تحديد عمر الحفرية. 

وبرأيك كيف أضاف قطرانيميز سفروتس لعلم الحيوان؟ 

سجلنا في موسوعة علم الحيوان العالمية نوع وجنس جديد لكائن كان يعيش من قبل، فالعينات التي درستها هي أول عظام جمجمة لمجموعة القوارض المتقزمة النادرة، وهذا الاكتشاف يسجل في التاريخ، ويفتح أبوابًا كثيرة لمعرفة تفاصيل سلالة تلك القوارض وأسباب تقزمها. 

مكتشفة الفأر سفروتس

وكيف أثرت فكرة سلام لاب على علم الحيوان؟ 

سلام لاب له تأثير على كافة الأصعدة، منها تعريف المواطن والأشخاص غير المتخصصين بعلم الحفريات، وأن هناك اكتشافات وحفريات يرجع عمرها لملايين السنين، حتى أصبح علم الحفريات كعلم معقد هو لغة الشارع.

أما على الصعيد العلمي، فتأثيره ظهر من خلال جودة الأبحاث المنتجة، وإنتاجه الغزير من الاكتشافات الهامة والنادرة، ويتم نشر كافة الأبحاث في أعلى الدوريات العلمية العالمية.

كلمة توجهينها لمؤسس سلام لاب الدكتور هشام سلام، وللمواطنين؟

أتوجه له بالشكر أنني قد نلت شرف الانضمام لفريقك، وتعتبر مسؤولية كبيرة وشرف، أما المواطنين فأقول لهم أحبوا العلم فهو مقياس تقدم الشعوب.

تابع مواقعنا