ذاكرة الأمثال.. اجري يا مِشْكَاحْ للي قاعد مرتاح
تمثل الأمثال إرث الأجداد وخلاصة تجاربهم في الحياة، التي يجب أن تعرفها الأجيال التالية وتعيها تتعلم منها ولا يكون استدعاء للأمثال نوعا من التسلية أو المزاح وفقط.
تعبر الأمثال أيضًا عن عادات الأمم وخاصة الأمم السابقة، وما اعتقدوا فيه وما آمنوا به، كما أن الأمثال كثيرًا ما تعبر الأمثال عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي قائل المثل، ومن الأمثال: اجري يا مِشْكَاحْ للي قَاعد مرتاح.
يفسر أحمد تيمور باشا المثل في كتاب الأمثال العامية أن المقصود بـ المِشْكَاح بكسر الميم سكون الشين هو الإنسان كثير السعي والحركة ويُضرَب المثل لمن يأتيه رزقُه من سعى غيره بلا طلب منه.
وفي معنى هذا المثل قول العرب قديما: رُبَّ ساعٍ لِقَاعِدٍ ويقال: إن أول مَن قاله النَّابغة الذُّبْيَاني، وكان وفد إلى النُّعْمَان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عبس يُقَال له شقيق فمات عنده، فلما أجزل النعمان للوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل ما أجزل للوفد، فقال النابغة حين بلغه ذلك: رُبَّ ساع لقاعدٍ.
ومن أمثال العرب في هذا المعنى أيضًا: خيرُ المال عينٌ سَاهرةٌ لِعَيْنٍ نائمة.