6 سنوات على نوة أطاحت بمحافظ سابق.. كيف عالج الصرف الصحي أزمة غرق الإسكندرية؟
في مثل هذه الأيام منذ 6 أعوام تعرضت الإسكندرية لأقسى تداعيات نوة أمطار في السنوات الأخيرة لها، وذلك في أول نوة ممطرة تعرضت لها في شتاء عام 2015، الأمر الذي تبعه غرق تام للشوارع الرئيسية والأنفاق وأسفرت عن خسائر قُدرت بالملايين خاصة بين أصحاب السيارات التي تعطلت من الغرق، ونتج عن الأمر تقديم محافظ الإسكندرية آنذاك الدكتور هاني المسيري لاستقالته.
وكانت هذه الواقعة هي نقطة فاصلة في تحول الإسكندرية بشكل جذري في مواجهة أزمة الغرق، فقد شكل ملف الرئيس السيسي وقتها مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عاجلة لبحث أزمة غرق الإسكندرية ومعالجتها في أسرع وقت.
وعلى الرغم أنه على مدار الأعوام ما بعد 2015، بدأت شوارع الإسكندرية تتعرض لسقوط أمطار بغزارة مع كل نوة شتوية، إلا أن حالتها مواجهة الغرق تحسنت تدريجيا عاما يلو الآخر، وخلال ساعتين على الأكثر بعد كل نوة شتوية تنجح سيارات الصرف الصحي في مسح المياه، وحتي في الميادين التي تغمرها المياه بشكل تام.
وفي تصريح خاص سابق لـ "القاهرة 24" من اللواء المهندس محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، كشف أسباب النجاح في معالجة أزمة غرق الشوارع التي كانت تتعرض لها المحافظة، قائلا: " منذ أن توليت مهامي بعد حادث الغرق الكبير في شهر أكتوبر عام 2015، بدأنا بالتعاون مع جميع الجهات المختصة بوضع حلول عاجلة بحل مشاكل الأنفاق والكباري، بمشاركة لجنة من كلية الهندسة لوضع حلول هندسية، وكذلك لجنة من القوات تكونت غرفة عمليات بحيث يتم ربط جميع فريق العمل داخل وخارج المحطة بجهاز لاسلكي لتسهيل التواصل والاستجابة لبلاغات الغرق".
وأوضح «نافع» أسباب الغرق الكبير إلى تعرضت له الإسكندرية في عام 2015، أنه في أثناء تطوير الكورنيش وتوسعته سابقًا، تم إلغاء محطات مياه الأمطار على الكورنيش، وتحويل مياه الأمطار على شبكات الصرف الصحي، الأمر الذي زاد الضغط على شبكات الصرف، فضلًا عن التوسعات العشوائية والمباني المخالفة التي حدثت بالإسكندرية وذلك كله مثل عبء كبير على شبكة الصرف الصحي.
معالجة المشكلة
وأفاد رئيس شركة الصرف الصحي، إلى أنه تم وضع حلول عاجلة ومتوسطة وطويلة الأجل، ومن صيف عام 2016 بدئوا الاستعداد للشتاء، وذلك بتطهير شبكات وتجمعات الصرف الصحي التي تبلغ 3600 كيلو، يعقبها تطهير لبيارات محطات الرفع التي يبلغ عددها 180، ثم تطهير الشنايش.
وفي السياق ذاته، تم وضع خطة بعمل محاكاة للأمطار قبل دخول موسم الشتاء للتأكد من تحمل المصارف، وذلك من خلال تنزيل كمية من المياه في أماكن الاختناقات التي تشهد تجمعات للأمطار، بحيث تكون نسبتها معادلة لكمية الأمطار المتوقعة لقياس نسبة كفاءة الطرومبات على سحب المياه.
فيما تم بشكل متوازي رفع كفاءة جميع محطات الرفع والمعالجة والطلمبات الخاصة بها وتجهيز سيارات الطوارئ ومعدات التطهير وسيارات الشفط وإعداد ورش الإصلاح الفوري للمعدات والتنسيق مع الري لمتابعة المناسيب والتأكد من مناسبتها لاستقبال كميات المياه المعالجة والأمطار الزائدة خلال النوات.
أما مع دخول موسم النوات، فيتم رفع حالة التأهل بناءا على تنبؤات سقوط الأمطار وقبل بدء النوة بـ48 ساعة يتم نشر طاقة السيارات بنسبة 50%، وقبلها بـ24 ساعة تكون جميع سيارات سحب المياه موجودة في الشوارع والميادين بنسبة 100%.
وأوضح رئيس شركة الصرف الصحي، أن هناك خطط هندسية ساعدت في معالجة أزمات تصريف مياه الأمطار بالشوارع، ومنها ما تم في مناطق كوبري سيدي جابر بالاتجاهين، والطريق الصحراوي الذي لا توجد به شبكة صرف صحي من الأساس، ولكن تم وضع حل هندسي لتصريف المياه به ومنع تسببها في عرقلة حركة المرور.