9 تصرفات تظهر على الشخص المسحور.. أبرزها السرحان والدوخة والزغللة
تصرفات الشخص المسحور غريبة وغير مألوفة، والنبي صلى الله عليه سحر، وورد في الصحيحين وغيرهم من كُتب السنة العديد من الأحاديث الصحيحة التي تدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سُحر، كحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي روته عائشة -رضي الله عنها-: سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ وحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُحِرَ، حتَّى كانَ يَرَى أنَّه يَأْتي النِّسَاءَ ولَا يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وهذا أشَدُّ ما يَكونُ مِنَ السِّحْرِ، إذَا كانَ كَذَا، وكان تأثير هذا السحر عبارةً عن مرضٍ أثّر في جسده فقط دون عقله، وشافاه الله -تعالى- منه بعد أن أمره بإخراجه، وتصرفات الشخص المسحور كثيرة نسردها بالتفاصيل وكيفية الوقاية من هذا الشر.
تصرفات الشخص المسحور
تصرفات الشخص المسحور أن يشعر الشخص بصدود عن ذكر الله، وعن الطاعات، وعن الصلاة، وعن قراءة القرآن حتى إذا ما قام يصلى جاءه النسيان الشديد لعدد الركعات التي يصليها فلا يستطيع أن يركز فكره فى الصلاة مطلقا.
ومن ضمن تصرفات الشخص المسحور أو الممسوس:
الشعور بالضيق
الاختناق
السرحان الشديد أثناء التركيز في الصلاة أو قراءة القرآن
التثاؤب المتكرر أثناء الصلاة أو قراءة القرآن.
حدوث دوخه أو صداع أو زغللة أو صفير أو بكاء شديد لا إرادي
كما تتضمن تصرفات الشخص المسحور رعشه أو قشعريرة أو ما شابه ذلك أثناء الصلاة أو قراءة القرآن ويعد السحر من الكبائر والموبِقات السبع؛ وذلك لِما فيه من ضرَر وأذية على الناس، وهو من أعظم ما يُعصى به الله تعالى، وقد جاء التحذير منه والتهديد الشديد لفاعله، والساحر يستحقّ اللعنة؛ لأنّه من المُفسدين في الأرض، قال تعالى: (فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ)،ورغم ذلك لا زال بعض ضِعاف الإيمان يلجؤون إلى عمل السّحر؛ لأذيّة عباد الله، وقد أقرّ الإسلام حقيقة السِّحر وتأثيره على المسحور، وبيّن العلماء والمختصّون سُبُلَ تحصين النفس من هذا الخطر، وطُرُقَ التّخلص من السّحر الواقع وشرّه.
حكم السحر
حرّم الإسلام تحريمًا قاطعًا تعلُّمَ السحر أو العمل به، وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة أدلّة واضحة تدّل على حُرمة السِّحر والعمل به، وكذلك يجب إتلاف الكُتُب التي تُعلّم فنونه، والقول المرويّ: (تعلّموا السِّحر ولا تعملوا به)؛ ليس بحديث، ولا أصل له، وأيضًا لا يصحّ سؤال السَّحَرة والعرّافين، ولا تصديقهم فيما يدّعون، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فَصدَّقَهُ بما يقولُ، فقد كفرَ بما أُنزِلَ على محمَّدٍ)
أدعية لإبطال السحر
أدعية لإبطال السحر من الأدعية الواردة في إبطال السِّحر:
اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ
اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنياي وأهلي ومالي
اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي
اللَّهمَّ احفَظْني مِن بَيْنِ يدَيَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي وأعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بوجهِكَ الكريمِ، وكلماتِكَ التامةِ من شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ
اللَّهمَّ أنتَ تكشفُ المغرمَ والمأثمَ اللَّهمَّ لا يهزمُ جندُكَ، ولا يخلفُ وعدُكَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ، سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ
اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سخطِكَ وأعوذُ بمعافاتِكَ من عقوبتِكَ وأعوذُ بِكَ منكَ لا أُحصي ثَناءً عليكَ أنتَ كما أثنَيتَ على نفسِكَ
ويجب على كل مسلم المحافظة على الأذكار والرقى المأثورة من أهم عوامل الوقاية من هذه الآفات، فلتكن ثقة المؤمن بربه قوية، وليبعد عن فكره الأوهام، فإن ذكر الله عامل مهم في طمأنة النفوس، وهذه الأذكار لها مواضع وأوقات مخصوصة، فلا ينسها المسلم في يومه وليلته
ومن ضمن أدعية إبطال السحر
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا
يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ودقها بحجر ووضعها في إناء، ثم سكب الماء عليها بمقدار يكفي للغُسل، وقراءة آية الكرسي وسورة الكافرون والإخلاص وسورة الفلق والناس وآيات السحر الموجودة في سورة الأعراف وهي: وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
وآيات من سورة يونس وهي: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ
والآيات الأتية من سورة طه: {الُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ * قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ}.
أعراض العين
و دار الإفتاء المصرية في حديثها عن أضرار العين والحسد استعانت بكلام الإمام الغزالي قائلة: أما كونه ضررًا عليك فِي الدُّنْيَا: فَهُوَ أَنَّكَ تَتَأَلَّمُ بِحَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا أَوْ تَتَعَذَّبُ بِهِ، وَلَا تَزَالُ فِي كَمَدٍ وَغَمٍّ؛ فَلَا تَزَالُ تَتَعَذَّبُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ تَرَاهَا، وَتَتَأَلَّمُ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ تنصرف عنهم، فتبقى مغمومًا محرومًا متشعب القلب ضيق الصدر، قد نَزَلَ بِكَ مَا يَشْتَهِيهِ الْأَعْدَاءُ لَكَ وَتَشْتَهِيهِ لِأَعْدَائِكَ، فَقَدْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمِحْنَةَ لِعَدُوِّكَ فَتَنَجَّزَتْ في الحال محنتُك وغمُّك نقدًا، ومع هذا فلا تَزُولُ النِّعْمَةُ عَنِ الْمَحْسُودِ بِحَسَدِكَ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ تُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ لَكَانَ مُقْتَضَى الْفِطْنَةِ إِنْ كُنْتَ عَاقِلًا أَنْ تَحْذَرَ مِنَ الْحَسَدِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ أَلَمِ الْقَلْبِ وَمَسَاءَتِهِ مَعَ عَدَمِ النَّفْعِ، فَكَيْفَ وَأَنْتَ عَالِمٌ بِمَا فِي الْحَسَدِ مِنَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ فِي الْآخِرَةِ، فَمَا أعجب من العاقل كيف يتعرض لسخط الله تعالى مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ يَنَالُهُ! بَلْ مَعَ ضَرَرٍ يَحْتَمِلُهُ وَأَلَمٍ يُقَاسِيهِ، فَيُهْلِكُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ مِنْ غير جدوى ولا فائدة.