لن أستقيل.. قرداحي: عسى أن يكون كلامي سببا في إيقاف الحرب المؤذية لليمن والسعودية والإمارات
تسببت تصريحات لوزير الإعلام اللبناني الإعلامي جورج قرداحي، بشأن الحرب اليمنية بين الحكومة اليمنية المدعومة من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، جرى تداولها خلال الساعات الماضية، في حدوث أزمة ما بين الوزير اللبناني، والسعودية، الإمارات، واليمن، كما أعلن عدد من المسؤولين السياسيين في بعض دول الخليج رفضهم لتلك التصريحات.
ومن جانبه أوضح جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني، أن الفيديو المتداول بشأن حديثه عن الحرب في اليمن، هو جزء من مقابلة أجراها في وقت سابق مع قناة الجزيرة أون لاين، لبرنامج برلمان الشباب.
وأضاف قرداحي في تصريحات له، أن المقابلة تضمنت حديثًا عن الحرب الدائرة في اليمن، مبينًا أن الوسائل الإعلامية خلال الساعات الماضية ركزت على حديثه بشأن الحوثيين، ودفاعهم عن أنفسهم في وجه العدوان الخارجي، وفق ما قال.
وفيما يتعلق بموعد إجراء المقابلة لوزير الإعلام اللبناني، أكد أن المقابلة المتداولة أجريت في 5 أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيرًا للإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، إلا أنه تم بث تلك الحلقة أمس الثلاثاء.
الوزير قرداحي، استكمل حديثه عن المقابلة الإعلامية التي تسببت في ردود فعل ضده من قبل العديد من المسؤولين السياسيين في كل من السعودية والإمارات واليمن، قائلا: لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات، مؤكدًا أنه يكن لقادة كل من المملكة والإمارات العربية المتحدة لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.
وأشار إلى أنه تم استخدام تلك الحلقة من قبل جهات تستهدفه، معللًا ذلك بأنه بات على علم بالجهات التي تقف وراء ما وصفه بالحملة ضده، مبينًا أن تلك الجهات دأبت على اتهامه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام اللبناني.
ليس دفاعًا عن اليمن
الوزير اللبناني لم يعلن تراجعه عن تلك التصريحات، إذ أكد أن حديثه بأن حرب اليمن أصبحت حربًا عبثية يجب أن تتوقف، كان بقناعة منه وليس دفاعًا عن اليمن، ولكن أيضًا محبة بالسعودية والإمارات وضنًّا بمصالحهما.
وتابع وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية: عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سببًا في إيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن ولكل من السعودية والإمارات.
وعقب اجتماع له مع المجلس الوطني للإعلام اليوم الأربعاء، أبدى استغرابه من الهجوم الذي يتعرض له، قائلا: المستغرب أن الذين يدافعون عن حرية الإعلام والقول هم الذين ضخموا الأمور وحاولوا قمعي.
قرداحي استكمل توضيحا لموقفه، بأن حديثه في تلك المقابلة التليفزيونية لا يلزم الحكومة بشيء، وأن تلك التصريحات تمثل آراءه الشخصية فقط، مؤكدًا أنه عقب توليه وزارة الإعلام أصبح ملتزما بالبيان الوزاري وبسياسة الحكومة، مشددًا على أنه لم يتهجم على السعودية، وهذا الاتهام مرفوض.
وتابع: قد يكون كلامي أحرج رئيسي الجمهورية والحكومة، ولمن طالبني بالاستقالة أقول له أنا الآن جزء من حكومة كاملة ولا يمكنني أن أتّخذ القرار بمفردي، ولا يجوز أن يُملي علينا أحد من يجب أن يستقيل، وتساءل قرداحي مختتمًا حديثه: ألسنا في دولة لها سيادتها؟
وردًّا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني، قال نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني، إن حكومته لا تتبنى كدولة كلام وزير الإعلام ولم تسمع به من قبل، وأنهم حريصون على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية.
في حين استنكر نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، تعرض الوزير اللبناني لكل من السعودية والإمارات في الوقت الذي يعمل فيه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
أما الخارجية اللبنانية ذاتها، فتحدثت في بيان لها، بأن تصريحات وزير الإعلام لا تعكس موقف الحكومة أو بيانها الوزاري الأخير.
الموقف اليمني بدوره جاء على لسان السفير اليمني في لبنان، الذي قال إنه سيتوجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاج رسمي، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأزمة بين الوزير اللبناني الذي لم يقض أكثر من 3 أشهر في منصبه، ليواجه أزمة ربما تودي بتركه لذلك المنصب.
واعتبر قرداحي أن السعودية والإمارات يعتديان على الشعب اليمني، وأن ما يفعله الحوثيون مجرد دفاع عن النفس وعن الشعب اليمني.
وفي إجابة عن سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن، قال قرداحي: شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟ وفي نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف.
وهنا أوقفه أحد المشاركين في برنامج برلمان الشباب، ليقول له إن الحوثيين يطلقون الطائرات المفخخة المسيرة باتجاه الأراضي السعودية، ليرد قرداحي: ونرى الأضرار التي تلحق بهم في بيوتهم وجنازاتهم وأفراحهم، يقصفون بالطائرات، وحان الوقت لهذه الحرب أن تتوقف لأنها عبثية.
