بعد تصريحات قرداحي.. هل يضع حزب الله لبنان في أزمة جديدة مع الخليج؟
لا تزال العاصفة التي تبعت تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول الحرب في اليمن، تهب برياحها تجاه بيروت المتخمة بالفعل بالأزمات ولم تكن في حاجة لواحدة أخرى، إذا أعربت الدول الخليجية عن استهجانها الشديد لهذه التصريحات المسيئة للسعودية والإمارات وللتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ويرى المحلل السياسي اللبناني، الدكتور مكرم رباح، أن تصريحات قرداحي، وهو وزير الإعلام في لبنان ويمثل الناطق الرسمي باسم الحكومة، تشكل ضغطا إضافيا على الدولة، لا سيما وأنه اتخذ موقفا صريحا إلى جانب جماعة الحوثي، ولم يقتصر كلامه على مبدأ القتال في حد ذاته.
وقال رباح، في تصريحات لـ القاهرة 24، مساء الأربعاء، إن ما قام به قرداحي، ومن قبله وزير الخارجية اللبناني السابق شربل وهبة، من إساءة للأشقاء العرب، تعتبر إهانة أولا للشعب اللبناني وللسيادة اللبنانية قبل أن تكون تطاول على الشعوب الأخرى.
وأضاف أن قرداحي، جزء من منظومة ما يسمى بمحور الممانعة، التي تروج للمفهوم العنصري لتحالف الأقليات وتعتقد أن أنظمة مثل النظام الإيراني وبشار الأسد، يحميان مسيحيي الشرق، معتبرا أن ذلك درب من الجنون.
وفي تصريحاته المثيرة للجدل، قال جورج قرداحي، إن الحرب اليمنية عبثية وأن الشعب اليمني يتعرض للاعتداء من قبل السعودية والإمارات، وأن الحوثيين، يدافعون عن أنفسهم وعن بلدهم، لتلقى تصريحاته استهجانا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، ويصفها وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بأنها تعكس جهلا فاضحا بالشأن اليمني وبجرائم الحوثي.
ولا تنم تصريحات جورج قرداحي، عن ابتعاد لبنان المتزايد عن أمته العربية، فحسب، لأن اللبنانيين تربطهم بالشعوب علاقة ودية، لكن تعبر هذه التصريحات عن وجود محاولة واضحة من هذا المحور لإبعاد الشعوب عن بعضها، وفقا لتصريحات المحلل السياسي اللبناني مكرم رباح، الذي أكد أن هذه هي الجريمة الحقيقة.
وأضاف أن لقرداحي، مواقف مثيرة للجدل بشكل عام في عدة مواضع، سواء بدعمه للديكتاتور السوري بشار الأسد أو موضوع السعودية والإمارات والحرب في اليمن والانحياز للحوثيين.
واعتبر رباح، أن هذه التصريحات تؤكد أن الدولة اللبنانية مختطفة من سلاح حزب الله، أو من بعض الأطراف الأخرى كقرداحي نفسه الذي يعتقد أن واجبه هو قمع الإعلام اللبناني، ولا يأبه لأي انتقاد يوجه له.
وبعد انتشار تصريحات قرداحي، هاجمه وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، وقال إن هذه التصريحات تنم عن جهل فاضح بالشأن اليمني وانحياز أعمى لمليشيا الحوثي الإرهابية، وتجاهلا لدور نظام إيران وأجندته التوسعية باليمن والمنطقة، في إدارة الانقلاب وتفجير الحرب وتقويض جهود التهدئة ووقف إطلاق النار وإحلال السلام.
كما أعربت عدة دول خليجية، عن استهجانها لهذه التصريحات واستدعت دول الكويت والبحرين والسعودية والإمارات، سفراء لبنان لديها وسلمتهم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حول تصريحات وزير الإعلام اللبناني، المسيئة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
