تركوه أمام مسجد وتربى بدار رعاية.. شاب يبحث عن أسرته بعد فراق 24 عامًا بالشرقية | صور وفيديو
من باعك بيعه.. مثل يُضرب دومًا كـ دعوة واجبة النفاذ بفراق أي إنسان تخلى عنك وأنت في أشد الاحتياج إليه، لكن المثل لم يعرف طريقه إلى فؤاد الشاب طارق ابن الأربعة وعشرين ربيعًا، والذي ساقه الحظ العثر إلى أن يُلقى أمام أحد المساجد وهو رضيع عمره ساعات، في واقعة مر عليها عمر الشاب حتى الوقت الراحن، لكنه بدأ قبل أيام قليلة رحلته لـ البحث عن أسرته ومن تخلوا عنه صغيرًا، وبين هذا وذاك يلتمس كل الأعزار في سبيل العثور على ضالته في أن يكون له سند وأسرة تربط بينه وبينهم دماء ودفء يتعشم في وجوده مهما طال المطاف.
يقول طارق، في حديثه لـ القاهرة 24، إنه لا يعرف شيئًا عن طفولته سوى أنه تُرك بعمر ساعات أمام أحد المساجد بعزبة عُرف الديك، التابعة لمركز ابو كبير بمحافظة الشرقية، وذلك قبل 24 عامًا، وقتها تلقفته أيدي إمام المسجد، ويُدعى محمد رشاد، الذي آوى الصغير في بيته حتى أتم عامين، قبل أن يُقرر تسليمه لمركز الشرطة هناك خشيةً أن يكبر الفتى وتكبر معه مشاكله ويسأل أسئلة عن والدته ووالده فلا يجد إمام المسجد إجابات.
بمركز الشرطة حرر إمام المسجد محضرًا آنذاك وتم تسليم الطفل إلى إحدى دور الرعاية بمدينة العاشر من رمضان، وأُطلق على الطفل اسم طارق منصور مرسي، تيمنًا باسم رئيس المباحث الذي كان بمركز الشرطة آنذاك.
عاش طارق رفقة أقرانه ممن ساقتهم الظوف للعيش بعيدًا عن أهاليهم، إما أيتامًا أو مجهولي النسب والهوية، وذلك داخل دار ايتام مكة المكرمة بمدينة العاشر من رمضان، قبل أن يتم غلق الدار بقرار من وزيرة التضامن، قبل بضع سنوات، لوجود مخالفات بالدار، في رحلة امتدت بالفتى إلى العيش بضعة اشهر إضافية في دار الأحداث بمدينة الزقازيق، لكنه خرج إلى الحياة فور بلوغ عامه الثامن عشر (العشرين منذ ولادته)، ليبحث عن عمل ويجد من يحتويه ويُقدم له يد العون بأحد معارض الأثاث بمدينة الزقازيق، لكن الفتى ظلت أسئلة تُلح عليه من داخله عن ماهية أهله وأصله وحسبه ونسبه، وما زاد الإلحاح رفضه مرتين تقدم فيهما لخطبة فتاتين، مرة بالإسكندرية والأخرى بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ولم تعرف أيٍ من الخطبتين التمام لذاك السبب.
تحدث طارق عبر القاهرة 24، باستفاضة، وسرد تفاصيل كثيرة، بينها احد الأشخاص الذي هاتفه وأخبره أنه والده وسيحضر إليه عما قريب ليتعرف عليه ويُجري اختبار الـ DNA للتأكد من صدق الحديث المزعوم للرجل، لكنه حتى الآن يبحث عن أسؤرته ويؤكد على مسامحته إياهم مهما كانت الأسباب والتفاصيل التي جعلتهم يتخلون عنه.