دافعت عن عرضها فاتهمها صاحب البيت بالسرقة.. ضياع حقوق عاملات المنازل بسبب غياب قانون المهنة │ تحقيق
نصف حياة تعيشها رضا فتحي، صاحبة الـ 40 عاما، والتي جاءت من صعيد مصر رِفقة زوجها إلى القاهرة، عسى أن يجعلهما ذلك في معيشة أفضل، وما بين البحث عن حياة أفضل لأبنائها؛ تواجه صعوبات عديدة، نظرا لطبيعة عملها في المنازل، حيث تتعرض للمضايقات والإهانات في أغلب الأوقات، لكنها تتقبلها؛ من أجل أبنائها وزوجها، وسط غياب قانون صريح واضح لحمايتها من تجاوزات الآخرين.
بلا قانون أو نقابة، تواجه السيدات العاملات في المنازل، العديد من الأزمات، المتمثلة في التعدي على حقوقهن من أصحاب البيوت، إلى جانب الأجر غير المضمون، رغم قدومهن من أقصى الصعيد إلى القاهرة بحثا عن قوت يومهن، تاركين خلفهن الأهل والمنشأ؛ ما دفعهن للمطالبة بتوفيق أوضاعهن قانونيا.
مشروع قانون العمالة المنزلية
نشوى الديب، عضو مجلس النواب، بدأت دعم فئة النساء في القطاع غير الرسمي، عبر: مشروع قانون تنظيم العمالة المنزلية، والذي يتكون من 6 أبواب، ويشتمل على 55 مادة تُناقش الحقوق والواجبات والتفاصيل الخاصة بالعمالة المنزلية.
وقالت نشوى الديب، في حديثها لـ القاهرة 24: اهتمامي بقضية المرأة العاملة بالمنازل كان منذ فترة كبيرة، وعند دخولي البرلمان؛ بدأت التفكير في ما تتعرض له السيدات العاملات بالمنازل من تحرش لفظي وجسدي، وكنت أحاورهن، وأتحدث معهن حول هذا الموضوع.
وأضافت النائبة، في تصريحات لـ القاهرة 24: عند شعورهن بالأمان؛ بدأن في التحدث معي حول عملهن، والمشاكل التي تواجههن، ووجدت عند حديثي معهن، الكثير من القصص التي تعرضن خلالها للتحرش والمعاملة السيئة والإهانات.
وأوضحت عضو مجلس النواب: فوجئت أيضًا خلال حديثي مع بعض من العاملات بالمنازل؛ أنهن لا يأخذن أجرهن كاملا بعد تأديتهن للعمل على أكمل وجه، بل تتلقى بعضهن ضربا وسبابا من قبل أصحاب العمل، مُقابل عملهن، بدلًا من المال، لذلك تم البدء في وضع مشروع قانون تنظيم العمالة المنزلية؛ لحمايتهن.
قصص من الواقع
ربة منزل هربت وتركت الكهرباء تصعق نعمة
بيدٍ ضعيفةٍ وحيلةٍ قليلةٍ، تذهب نعمة فتحي، إلى عملها بأحد المنازل يوميا؛ لتحصل من صاحبه على 100 جنيه فقط، وذلك على مدار 12 سنة، قائلة: بسبب عملي في المنازل واستخدامي للمواد الكيميائية الخاصة بالتنظيف؛ تأذت يداي، ولا أستطيع قبضهما بعد الانتهاء من عملي؛ بسبب الآلام فيهما.
وتابعت نعمة: صُعقت بالكهرباء في أثناء عملي، ولم يساعدن أحد، بل فروا جميعًا من حولي، قائلة: كنت هموت وصاحبة المنزل فرت وتركتني؛ خشية على حياتها.
نورا تهرب من المنزل بعد تحرش صاحبه بها
أما نور محمد، فتبلغ من العمر 29 عاما، وتعمل منذ صغرها مع والدتها في المنازل، تروي قصتها لـ القاهرة 24: لن أنسى أبدا الاعتداء علي جسديًّا من صاحب أحد المنازل، في أثناء تواجدها بإحدى الغرف، وعندما ردت الضرب؛ طلب لها الشرطة، واتهمها بالسرقة، لكنها أثبتت براءتها؛ بعد التأكد من عدم نقص أي شيء من المنزل.
وتابعت العاملة بالمنزل: ذات مرة ذهبت للعمل عند إحدى السيدات، فقالت لي: سأذهب للسوق، وأعود بعد وقت قليل، وتركت زوجها وابنها نائمان، وعندما خرجت هي؛ فوجئت بزوجها يتحرش بي لفظيا، وقال لي كلاما خادشا للحياء، وعندما رفضت الحديث معه؛ سبَّني، فتركت المنزل وهربت.
وتمنَّت نورا، الحصول على أجر ثابت؛ لتسديد إيجار الشقة التي تعيش بها هي وأبنائها.
الهيئة الإنجيلية تطلق مبادرة نريد قانون يحمينا
الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، بدأت من جانبها، تنفيذ مبادرة، تحت اسم: نريد قانون يحمينا؛ لدعم العاملات بالمنازل، وذلك في إطار مشروع تحسين الأوضاع المعيشية للسيدات في المناطق الريفية والحضرية الفقيرة من العاملات في القطاع غير الرسمي في مصر، والممول من الاتحاد الأوروبي.
إهانة فيفي لشربها المياه في أحد الأكواب
عنصرية وإهانة تقابل فيفي محمد، إحدى العاملات بالمنازل خلال أداءها لعملها، حيث روت أحد المواقف التي تعرضت لها، قائلة: كنت أتناول المياه من كوب خاص بالمنزل الذي أعمل به، فعنَّفتني صاحبة المنزل، وقالت لي: ماتشربيش من أي شيء خاص بالمنزل، وشوفي أي حاجة تانية وارميها بعد ما تخلصي.
وأضافت صاحبة الـ 29 عامًا: كنت أعمل في أحد المنازل، وصاحبه غير مصري، فكان يعاملني بسوء، ولا يعطيني أجري بشكل كافٍ، بل يمنحني مالا قليلا، لا يكفي لأصرف منه على أبنائي.
وأختتمت فيفي حديثها: أتعب كثيرا في تنظيف المنازل، وأريد مقابل عملي، أجر ثابت، وتأمين؛ يجعلاني قادرة لأنفق على أولادي الأربعة.