الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى رحيله.. قصة حب عاشها طه حسين في باريس

طه حسين وزوجته
ثقافة
طه حسين وزوجته
الخميس 28/أكتوبر/2021 - 11:00 م

طه حسين، عميد الأدب العربي، والحالة الإنسانية الفريدة، الثائر على الجمود، والمؤثر في كل مصري، رائد النهضة الأدبية والتعليمية الحديثة في مصر، وسبب حصول المصريين على حق التعليم بالمجان، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 28 أكتوبر من العام 1973.

تدرج طه حسين في التعليم الأزهري حتى وصل إلى الجامعة، وهناك كان العميد ناقمًا على المناهج التي رآها جامدة ولا تستهويه، ولكنه ما لبث أن يحصل على العالمية، حتى تم حرمانه منها بسبب آراءه التي رآها شيوخ الأزهر وقتها بأنها زندقة، وخروج عن النمط الأزهري، لينتقل بعد ذلك إلى الجامعة الأهلية المصرية، وذلك عام 1908، ونال منها شهادة الدكتوراه، حيث كان أول من حصل عليها، وذلك في عام 1914، وكانت بعنوان ذكرى أبي العلاء.

سافر بعد ذلك طه حسين إلى فرنسا، لاستكمال دراسته العلمية، وعاش في باريس حياة متقلبة، غلب عليها العسر في بداية الأمر، لم يعرف فيها سعة ولا دعة على حد تعبيره، ولكنه احتمل كل المعاناة التي رآها، لكي يكمل مشواره الصعب، وكان يتقاضى 300 فرنك، يصرف منها 200 على المسكن والطعام، والـ 100 الأخيرة، كانت لامرأة تصحبه إلى جامعة السوربون، وترافقه حتى عودته.

ظل طوال عامه الأول حبيس سكنه، لا يبرحه إلا للذهاب إلى الجامعة، ويرجع السبب إلى قلة دخله المادي، وحياؤه من أن يطلب من زملائه أن يصطحبوه إلى الأماكن التي يريد أن يذهب إليها، وكانت مقالة أبي العلاء والذي شابهه في الكثير من مناحي الحياة، لا تفارق خياله، أنه رجل مستطيع بغيره.

طه حسين بين قلبه الهائم وشبح أبي العلاء

واجه طه حسين العديد من الصعاب، منها التأقلم مع أجواء السوربون، وتعلمه اللغة الفرنسية، حتى يستطيع مجاراة مُعلميه، ودأبه على التقدم بشكل دائم، لأنه كثيرا ما كان يرى نفسه لم ينضج بعد ليصبح  كباقي طلبة السوربون.

وفي تلك الأيام وهو جالس سمع صوتًا عذبًا، جلس إلى صاحبته وتعرف إليها، حتى أنه وصل به أن صارحها بأنه يحبها، لكنها أجابت بأنها لا تبادله نفس المشاعر، وكانت تتحاشى الحديث في ذلك الموضوع.

وحين عاد إلى مصر، كان يعد أيامه فيها على أحر من الجمر، حتى يعود إليها ويسمع صوتها مرة أُخرى، وكانت ترسل له العديد من الرسائل خلال فترة تواجده في مصر، وعندما عاد إلى فرنسا، كان همه الأول أن يلقى صاحبته هذه.

لكنه كان ينكر على نفسه هذا الحب دومًا، ويحدث نفسه بأنه لم يخلق للحب، وكان دائما ينظر إلى أبي العلاء، وحياته، وكان يرى أنه مجرد نسخة أخرى منه، وظل اليأس يتملكه، أخذ التقارب بينهما ينمو شيئًا فشيئًا، إلى أن صاروا لا يفترقان، وكانا دائمي الحديث.

 حانت إجازة الصيف، وسافرت الفتاة إلى قريتها، وظل هو في باريس، وكانت قد وعدته بأن ترد عليه طلبه في الرسائل التي ترسلها إليه، وبعد مرور شهر، أرسلت إليه رسالة، تطلب منه أن يقضي الصيف مع عائلتها في قريتهم، وبالفعل استقل العميد القطار، وذهب إلى لقائها.

تابع مواقعنا