حمامات شمس وممارسة التنس ومطابخ خاصة للنزلاء.. هل تسير السجون المصرية نحو طراز أوروبي؟
خلال أيام يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر مجمع سجون وقد تم إنشاؤه على الطراز الأمريكي في ضوء سعى وزارة الداخلية نحو مواكبة آفاق التحديث والتطوير التي تشهده الدولة المصرية بكافة المجالات، وتنفيذًا لمحاور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتي عبرت الدولة المصرية من خلالها عن ثوابتها الراسخة في احترام الحقوق والحريات وتهيئة حياة ومعاملة كريمة لجميع المواطنين.
وتم تشييد مجمع أو مركز الإصلاح والتأهيل وادى النطرون في مدة لا تتجاوز 10 أشهر، ويُعد باكُورة مراكز الإصلاح والتأهيل والذى سيتم عقب التشغيل الفعلي له غلق 12 سجنًا يمثلون 25 % من إجمالي عدد السجون العمومية في مصر، وهو ما سيؤدى إلى عدم تحمل الموازنة العامة للدولة أية أعباء لإنشاء وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، في ضوء أن القيمة الاستثمارية لمواقع السجون العمومية المقرر غلقها تفوق تكلفة إنشاء تلك المراكز وهو يعد واحد من أكبر مجمعات السجون على مستوي العالم.
ونظمت وزارة الداخلية، اليوم الخميس، جولة تفقدية بمركز الإصلاح والتأهيل وادى النطرون التابع لقطاع الحماية المجتمعية بالوزارة، بحضور عدد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، وممثلي المجالس الحقوقية ولجان حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ وعدد من الإعلاميين ومراسلي الوكالات الأجنبية، والذى تم تشييده في مدة لا تتجاوز 10 أشهر.
شملت الجولة المرور على كافة مرافق المركز، وتم تصميمه بأسلوب علمى وتكنولوجيا متطورة استُخدم خلالها أحدث الوسائل الإلكترونية، كما تم الاستعانة في مراحل الإنشاء والتجهيز واعتماد برامج الإصلاح والتأهيل على أحدث الدراسات التي شارك فيها متخصصون في كافة المجالات ذات الصلة للتعامل مع المحتجزين وتأهيلهم لتمكينهم من الاندماج الإيجابي في المجتمع عقب قضائهم فترة العقوبة.
وتضم منطقة الاحتجاز (6 مراكز فرعية) روعي في تصميمها توفير الأجواء الملائمة من حيث التهوية والإنارة الطبيعية والمساحات بالإضافة إلى توفير أماكن لإقامة الشعائر الدينية وفصول دراسية وأماكن تتيح للنزلاء ممارسة هواياتهم، وساحات للتريض وملاعب ومراكز للتدريب المهني والفني، تضم مجموعة من الورش المختلفة.
وتضم منطقة التأهيل والإنتاج مناطق الزراعات المفتوحة والصوب الزراعية ولثروة الحيوانية والداجنة والمصانع والورش الإنتاجية.
يوجد في المنطقة الخارجية للمركز منافذ لبيع المنتجات كما يتم بيع منتجات المركز في المعارض التي ينظمها قطاع الحماية المجتمعية، حيث يتم تخصيص العائد المالي للنزيل وتوجيه هذا العائد حسب رغبته، فإما تحويل العائد أو جزء منه لأسرته أو الاحتفاظ به عقب قضاء العقوبة.
ويضم مركز الإصلاح والتأهيل مستشفى مركزي مجهز بأحدث المعدات والأجهزة الطبية وغرف عمليات تشمل كافة التخصصات وغرف للرعاية المركزة وغرف للعزل والطوارئ بالإضافة إلى صيدلية مركزية، وقسم للمعامل والتحاليل والأشعة- وحدة الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى العيادات التي تم تجهيزها بأحدث المعدات.
وشهدت السجون المصرية، تطورا كبيرا في مختلف المجالات، خلال الـ7 سنوات الماضية من خلال تأهيل وتدريب النزلاء على اكتساب حرف، تمكنهم من إيجاد فرصة عمل، عقب انتهاء فترة العقوبة، كما جرى توفير رعاية صحية متكاملة لجميع النزلاء، من خلال تطوير وتحديث وإنشاء مستشفيات داخل السجون، مزودة بأحدث الأجهزة الطبية.
أماكن للإنتاج
ولم تعد السجون تهذيبًا وتأهيلًا وإصلاحًا فقط، بل تحولت إلى أماكن للإنتاج والعمل، بما يحقق أرباحًا على المسجون والقطاع، وانتهت فكرة أن السجن مكان لحجز من انتهكوا القانون وحرمات المواطنين والمجتمع، يأكلون فيه ويتلقون العلاج دون الاستفادة منهم ومن قدراتهم أو تحقيق الهدف من العقاب وهو الإصلاح والتهذيب، حتى يخرج النزيل ليمارس دوره الإيجابي في المجتمع دون العودة إلى انتهاك القانون.
تأهيل نفسي واجتماعي
وتحولت السجون إلى قلاع إنتاجية وتهدف الخطة الإنتاجية في السجون وبرنامج تشغيل المسجونين في الأساس إلى إعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا حتى ينخرطوا في المجتمع عند خروجهم من السجن فالصناعات والمشروعات التي تنفذها المصلحة، تعود بالنفع على السجناء، لأنهم يتقاضون رواتب مقابل عملهم، ما يرسخ قيمة العمل لدى السجين، ويفيده بتعلم حرفة تدر عليه المال بعد مغادرة السجون
خطط تأهيل
وجرى وضع خطة لإعادة تأهيل السجين لكي يتعايش مع المجتمع بعد خروجه، باعتبار أن قطاع السجون يؤدي رسالة سامية لخدمة الشعب، لأن هؤلاء المسجونين ارتكبوا جرائم وأضروا بالمواطنين ولا بد من إعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، كي لا يعودوا إلى عالم الجريمة مرة أخرى، ويصبحوا أشخاصًا أسوياء لا يحملون ضغينة لأحد، ويكونوا عناصر صالحة للمجتمع، وتنقسم الإدارة العامة للتأهيل إلى ثلاثة أقسام الصناعي والزراعي والتثقيف الديني.
الرئيس يؤكد على المعاملة الآدمية للسجناء
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال إن مصر دولة بها 100 مليون مصري، مضيفا: نعمل على الحفاظ على حالة الاستقرار، وهناك من يتحدث عكس الاتجاه وتحويل كل شيء لإساءة.
وأضاف الرئيس، في مداخلة هاتفية مع برنامج التاسعة على التليفزيون المصري: خلال أيام قليلة سوف نفتتح أكبر مجمع سجون.
وتابع الرئيس: لو إنسان أذنب يحصل على عقوبة ويدخل السجن في منظومة عقابية إصلاحية شاملة.
وأكمل السيسي: المتواجد داخل السجن يجب أن تتم معاملته بشكل آدمي إنساني، وتوفير إعاشة ورعاية طبية وإنسانية محترمة جدا وإصلاحية عالية جدا.
وأوضح رئيس الجمهورية: القضاء متواجد في مجمع السجون وكل شيء متواجد داخل مجمع السجون.
واستطرد الرئيس قائلا: حتى لو الإنسان أذنب مش هنعاقبه مرتين.. هنعاقبه مرة واحدة أنه بيقضي عقوبة في السجن، موضحا أنهم سيقدمون رعاية طبية وصحية وإنسانية وثقافية وإصلاحية للسجين، معلقا: مفيش حركة كتير ويروح في عربية ترحيلات.. كل حاجة هناك، القضاء هناك.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد بدأت، تنفيذ حركة تنقلات الشرطة للقيادات والضباط في جهاز الشرطة على مستوى الجمهورية، في كافة قطاعات وإدارات ومديريات الأمن، عقب حركة الشرطة 2021، التي اعتمدها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
ولفتت إلى أنه من أبرز ملامح الحركة تغيير مسمي قطاع السجون إلى قطاع الحماية المجتمعية وتحول مسمى السجين إلى نزيل واستحدثت 4 قطاعات جديدة، بهدف تطوير والارتقاء بالأداء الأمني داخل المنظومة الأمنية.
وكذلك تم تغيير مسميات بعض الإدارات ودمجها مع بعض للتواكب مع خطة وزارة الداخلية خلال الفترة المقبلة التي تركز على الحماية والرعاية الاجتماعية.
وعدلت الداخلية المصرية أيضا مسميات بعض القطاعات منها تغيير مسمى قطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، إلى قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة.
وكذلك غيرت الداخلية قطاع الشرطة المتخصصة إلى قطاع المرور والحماية المدنية، وقطاع الأمن الاجتماعي إلى قطاع الشرطة المتخصصة.
السجون في أوربا
ومقارنة بالسجون الأوربية سنجد فارق كبير حيث أننا عندما يذكر السجن، فإن الصورة التي تتبادر إلى الأذهان فورا، هي لمكان محاط بالأسوار العالية، والأسلاك الشائكة، ويحرسه رجال أشداء مدججون بالسلاح، لكن هذا ليس حال الـسجون في جميع دول العالم، إذ إن بعض الدول تقيم سجونها على طراز فندقي متطور للغاية.
السجن في النرويج.. حمامات شمس وركوب خيل
سجن باستوي هو من أفخر سجون النرويج، ويتميز بانخفاض معدل الأمن والحراسة به، ولا يضم أكثر من 100 سجين. وتختلف طبيعة المعيشة داخل هذا السجن، فالنزلاء يقيمون داخل منازل عادية، ويعملون في مزارع ملحقة، ويحصلون على حمامات شمس خلال أوقات الراحة، ويمارسون لعبة التنس، ويركبون الخيل.
أما سجن هالدن وهو ثاني أفخر سجون النرويج، يمكن للسجين أن يقضي وقت فراغه في المكتبة، أو يتسلى بتسلق حائط الصخور، بالإضافة لوجود استديو تسجيل.
السجن في أسكتلندا
أديويل يقع هذا السجن في جنوب أسكتلندا، وتديره وزارة العدل هناك، ويعتبر سجنا تعليميا، يقضي نزلاؤه 40 ساعة في الأسبوع في أداء نشاطات هادفة لتنمية مهاراتهم، وإعادة تقويم سلوكهم للعودة بأفضل سلوك للحياة المدنية.
السجن في نيوزيلاندا
أوتاجو يتميز سجن أوتاجو الموجود بنيوزيلاندا، بأنه مؤمن لدرجة إحاطته بسياج كهربائي يفحص الزوار بأشعة x-ray ومزود بأجهزة استشعار ميكروويف.
الزنازين في النمسا.. حمامات ومطابخ خاصة للسجناء
سجن ليوبن يوجد سجن ليوبن في النمسا، ويوجد داخله زنزانة لكل سجين تضم سريرا وحماما مستقلا، لا يشاركه أحد في شيء، وكل سجين له مطبخه الخاص وجهاز تليفزيون، بالإضافة إلى أن السجين له الحق في ممارسة التمارين الرياضية ولعب كرة السلة في الهواء الطلق.
إسبانيا
يوفر سجن أرانخويث، في إسبانيا، إمكانية إقامة الأطفال مع آبائهم كما يشاءون.
السويد
سجن سولينتونا في السويد يتميز هذا السجن بأثاثه المريح وحماماته الخاصة، وبعد انتهاء السجناء من ممارسة التمارين الرياضية، يمكنهم إعداد وجبة طعام قبل مشاهدة التلفاز على الأريكة، وتحرص إدارة السجن على مراقبة السجناء طول اليوم بـ كاميرات المراقبة.
السجون في سويسرا.. زنزانة لكل سجين
أما سجن شامب- دولون فيقع في جنيف بسويسرا، وحصل على دعم قيمته 40 مليون دولار عام 2011 لإعادة ترميمه وتخصيص زنزانة لكل سجين.
إندونيسيا.. الرفاهية للأغنياء في السجون
عملت إندونيسيا على توفير رفاهية لسجنائها الأغنياء المحتجزين في سجن بوندوك بامبو، عبر توفير مكيفات هواء، ومبردات الماء.