مهندس بدرجة مدرس.. ويهب ثواب التدريس لروح والده
في الصباح الباكر يبدأ يومه بارتداء ملابسه المهندمة، ذاهبا لموقعه الذي يعمل فيه كمهندس، ليعود لمباشرة عمله كمدرس بعد الظهيرة، مشوار طويل قضاه المهندس مصطفى الصعيدي، ابن محافظة الشرقية الذي لم يتطرق لمجال الهندسة فقط، فذاع صيته بين سكان منطقته بحبه لتدريس الرياضيات ومهارته في توصيل المعلومة بقوة تضاهي من يعملون في نفس المجال منذ سنوات طويلة.
يروي الصعيدي ف حديثه لـ القاهرة 24 أنه كعادة أي يوم، خلال عودته بعد يوم دراسي طويل من كلية الهندسة، فوجئ بأحد أقاربه تقترح عليه إعطاء دروس ومساعدتهم، وفي البداية كان الأمر في غاية الصعوبة، لأنه كان يقطع ساعات طويلة أثناء سفره من الزقازيق لمدينة العاشر من رمضان وكان يرى أنه بن يستطيع تنظيم وقته بين دراسته في الكلية، ولكن بعد مشاورات طويلة وافق، ليذيع صيته، بعد ذلك بين سكان المنطقة ويشيدون بمهارته في التدريس.
«وهبت ثواب تدريسي على روح والدي وبعد ذلك بدأت بأجور رمزية».. بهذه الكلمات أكد الصعيدي أنه بدأ الموضوع دون مقابل من أجل خدمة أهالي منطقته، وبعد وفاة والدته وهب ثواب تدريسه كصدقة جارية له، ومع الوقت بدأ يأخذ أجور رمزية، مع إعفاء كل من لا يستطيع الدفع، وبالتدريج بدأ يواظب بين دراسته وعمله كمدرس رياضيات.
واستكمل المهندس مصطفى الصعيدي: بعد إنهاء فترة خدمتي العسكرية حاولت أن أتطرق لمجال الهندسة فقط، ولكن أهالي المنطقة أصروا على استكمال المسيرة التي بدأتها منذ سنوات، ومع الوقت أصبحت قادرا على المواظبة بين عملي في مجال الهندسة ومساعدة أهالي المنطقة.
ويروي أن الأمر لم يخلو من الصعوبات فكثيرا لم يكن يذق طعم النوم لأنه كان مطالبًا أن يطلع على أحدث المناهج ليصبح قادرا على الشرح، معلقًا: الموضوع مكنش بين يوم وليلة، بجانب التعليقات السلبية التي كان يتلقاها بين الحين والأخر من المدرسين القدامى، ولكن مع الوقت أصبح قادرا على تجاهل كل هذا ليمشي واثقا وكاتبا اسمه بحروف من نور بين أهالي المنطقة، مؤكدًا: سأظل أساعد أهالي المنطقة ما دمت موجود في مصر، وبرغم جميع الضغوطات الا أنني في كامل سعادتي عندما أساعدهم.