بعد أكثر من ربع قرن.. لوحة الأرجوحة للمرة الأولى بألوانها الحقيقية
كشف متحف والاس البريطاني، عن ترميم اللوحة الأشهر في عصر الروكوكو، وهي لوحة الأرجوحة والتي رسمها الفنان الفرنسي الشهير أونوريه فراجونارد في عام 1767.
اشترى اللورد هيرتفورد، مؤسس متحف والاس، اللوحة في عام 1865، في مزاد أقيم في باريس، قبل خمس سنوات من وفاته، وورثها من بعد ابنه، ثم انتقلت بعد ذلك مجموعة والاس بأكملها، للحكومة البريطانية، بعدما أهدتها العائلة للشعب البريطاني.
وتصور اللوحة فتاة جميلة، تجلس على أرجوحة، وعلى اليمين شاب يتكئ على الأرض، ينظر إلى الفتاة مبتسما، وخلفها رجل كبير، يمسك بحبال الأرجوحة، ليسب بحبها الفتاة، وترتدي الفتاة زيا جميلا، فستانا وردي اللون، وقبعة، وحزاء ساحر، تطاير من أقدامها حينما ارتفعت بها الأرجوحة عاليا، وسط حديقة كبيرة، يظهر على أشجارها وورودها والتماثيل الفنية المنتشرة في كل مكان، أن روادها من الطبقة الارستقراطية في ذلك الوقت، وهذا يتضح من لباس الفتاة الرائع والأنيق.
كانت اللوحة مغطاة بطبقة من الورنيش الأصفر، الغامق، والذي كان موضوعا للحفظ، ويضيف عليها طبقة من القتامة، وكان يحجب عن الزوار، الكثير من التفاصيل الفنية الدقيقة، ولأول مرة، بعد اكتمال عملية الترميم، يستطيع الزوار، والنقاد الفنيين، إعادة النظر في هذا العمل المصنف كأهم وأشهر لوحات عصر الروكوكو، فلقد أصبحت جميع تفاصيل اللوحة أكتر وضوحا للناظرين.
إعادة النظر في اللوحة
لم يعد فستان الفتاة الوردي، مطبوعا بصفرة كما كان، أصبح أكثر نُصوعًا، وأصبحت تفاصيل الأزهار فاتنة أكثر بعدما ظهرت ألوانها الطبيعية، والتي صورها الفنان العالمي ببراعة شديدة، حيث يقول المؤرخ الفني: دائما ما كان الراعي الذي يقف خلف الفتاة، شخصا مجهولا، والآن، يمكن التعرف عليه من خلال إجراء بعض الدراسات الفنية عليه، والتأكد من أنه رجل البلاط النبيل كما ذكر تشارلز كولي عام 1767، أم أنه شخصا آخر.
كانت هناك بعض النظريات تقول بأن الرجل في الخلف، من القساوسة، بسبب لون ملابسه، والتي جعلها ورنيش الحفظ تظهر باللون الأسود، ولكن بعد الترميم، اتضح أن ملابسه زرقاء، وأيضا، كان هناك رأي يقول بأن الحذاء التي ركلته، كان عن عمد، ليسقط بين أيد حبيبها الجالس على الأرضية.
كما تم تجهيز إطار خشبي مذهب، ومنجد بالأقمشة الحمراء، ليحتضن العمل البديع، الذي كان دوما من أشهر المعروضات في مجموعة والاس، والآن بعد أن أصبحت ملامح الفتاة أكثر وضوحا وحيوية، فأنه من المتوقع، أن يجذب العمل البديع الكثير من الزوار، والنقاد، من مختلف بلدان العالم، ومن المقرر أن يتم عرضها بشكل رسمي في الثالث من نوفمبر القادم.