ترأسها يحيي حقي لأول.. ما هي مصلحة الفنون؟
يكوّن الأديب يحيى حقي شخصية معرض القاهرة الدولي عام 2022 في دورته الـ53، ورغم تاريخه الثري بالمناصب الدبلوماسية وكتاباته الثقافية وغيرها، إلا أن القليل يعلم أنه ترأس مصلحة الفنون التابعة لوزارة الإرشاد القومي، لمدة 4 سنوات.
تعتبر مصلحة الفنون شكلًا مصغرًا من وزارة الثقافة، وذلك في مهد بناء مصر الحديثة ما بعد ثورة 1952، وتم إنشاؤها عام 1955 تحت إشراف فتحي رضوان وزير الإرشاد القومي حينها.
اختير يحيي حقي لرئاسة شؤون مصلحة الفنون، فكان أول من أشرف على شؤونها واختار معه اثنين من رواد الكتابة والرواية في مصر، وهما نجيب محفوظ وعلي أحمد باكثير.
حول هذا الأمر يقول نجيب محفوظ في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ: عرفت يحيى حقى فى الوظيفة، فقد أنشأ وزير الإرشاد فتحي رضوان، مصلحة الفنون، واستمرت هذه المصلحة خلال الفترة الممتدة من سنة 1955، إلى عام 1959، وتم تعيين يحيى حقي فى منصب مدير المصلحة، وطلب اثنين من المساعدين واختارني أنا وعلي أحمد باكثير، وعملت مديرا لمكتبه.
عمل يحيى حقي في مصلحة الفنون وبذل فيها أقصى جهده، ولكن تم إلغاؤها بناءً على قرار الرئيس جمال عبدالناصر في عام 1959، ووقع على إثرها الخلاف بين عبد الناصر وفتحي رضوان مما دفعه إلى تقديم استقالته كما يوضح ابنه عصام فتحي رضوان، أُضيفت أعمال مصلحة الفنون لوزارة الإرشاد القومي كما وزع موظفوها، ونشر القرار في المجلة الرسمية وعُمل به من تاريخه.
لم تكن هناك أسباب واضحة لإلغاء مصلحة الفنون غير إعادة هيكلة نظام الثقافة والفنون في مصر الحديثة، ورغم ذلك فلم تشهد الإشراف على أعمال المصلحة سوى الأديب يحيى حقي، كان رئيسها لأول وآخر مرة في تاريخ الثقافة المصرية.
يذكر أن يحيى حقي، أديب وروائي مصري، صدر له العديد من الكتب والروايات أبرزها: قنديل أم هاشم، ديوان فكرة فابتسامة، أترك لك اختيار العنوان، عشق الكلمة، من فيض الكريم، فجر القصة المصرية، مولد بلا حمص.
