كُتّاب في الشارع أمام كل بيت.. الشيخ رضا يحفظ الأطفال القرآن في طرقات القرية | فيديو وصور
بجلبابه المهندم ولحيته الطويلة، يجوب شوارع قريته مرددًا آيات من الذكر الحكيم، وابتهالات بصوت عذب يجذب أنظار الجميع، وما أن يسمعه الأطفال يلتفون حوله، وسرعان ما تجدهم صفوفًا منظمة يتجاورون على سلالم المنازل.
كُتاب متحرك في شوارع قرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، فكرة ابتكرها الشيخ رضا، صاحب الـ36 عامًا، إمام وخطيب بالأوقاف، لتشجيع الأطفال على حفظ القرآن الكريم.
يتجول الشيخ رضا في الشوارع، يوميًا عقب صلاة العشاء، وما أن يلمح تجمعًا للأطفال، يقف بالقرب منهم مرددًا ابتهالات، ليتهافتوا عليه ويبدأوا معه حصة القرآن التي تستمر قرابة نصف ساعة، ثم ينتقل لشارع آخر، ويظل هكذا حتى حلول منتصف الليل.
بدأ الشيخ رضا فكرة الكُتاب المتحرك في عام 2017، وكان مكانه ثابتًا في منطقة السوق، ولاقى قبولًا وترحيبًا من أهالي القرية، وشجعوه على الانتقال من شارع لآخر لتحفيظ أبنائهم، مقابل منحهم حلوى ومكافآت تحفيزية.
تخرج الشيخ رضا في كلية أصول الدين فرع جامعة الأزهر بالمنصورة، وتخصص في شعبة الحديث وعلومه، واعتمد في فكرته على فطرة الأطفال وحبهم للقرآن، واستغل بشاشة وجهه طريقته اللينة معهم، لترغيبهم في حفظ الآيات والأحاديث الصغيرة، بدلًا من تضييع وقتهم في اللهو بالشارع.
كما كرّس حياته لتحفيظ القرآن للكبار والصغار، ونقل ما تعلمه بشكل تطوعي ومجاني، وتنشئة جيل في بيئة دينية محب لكتاب الله، إيمانًا منه بأن حافظ القرآن يتوج بتاج الوقار.
محفظ القرآن مع الأطفال
القبول الذي يتمتع به الشيخ رضا لا يقتصر على الأطفال فقط، بل أيضًا أهالي القرية، والذين ينتظروه يوميًا لحفظ القرآن معه من شرفات منازلهم، مثل عبدالعزيز حسن العزيري، والذي يحرص على حضور الدروس مع أطفاله لتشجيعهم على الاستمرار.
كما هو حال ياسمين، ابنة القرية، والتي أعربت عن فرحتها بفكرة كُتاب الشيخ رضا، وشجعت أطفال عائلتها على حضور الدرس معه، وكانت ترغب هي أيضًا في التواجد معهم.
