الأسطى نعمة أشهر حدادة بكفر الشيخ: حلمي معاش ثابت ومقابلة الرئيس

خلعت ثوب النساء وارتديت جلباب الرجال، تخلت عن مساحيق التجميل ووضعت وجها أمام النار طوال اليوم، استغنت عن الحُلي وزينت يداها بالمطرقة والأدوات الحديدية، نزلت بين قطع الحديد المتهالكة لتفتش عن لقمة عيشها وتبحث عن رزقها لتصبح أشهر حدادة بمحافظة كفر الشيخ إنها الأسطى نعمة. 

من الإعاقة إلى العالمية.. رحلة سباح مصري عبر بحر المانش بيد واحدة

تحارب التنمر بالرياضة.. حكاية بسملة أول فتاة من قصار القامة تفوز بالحزام الأسود في الكاراتيه | صور وفيديو

منذ نعومة أظافرها، سخرت السيدة الخمسينية حياتها لمهنة الحدادة، حيث خرجت من المدرسة لتساعد أبيها وتواجه معه غدر الزمان؛ لتصرف على شقيقاتها وتوفر لهن حياة مناسبة قدر الإمكان حتى أصبحت أشهر من نار على العلم تنافس رجال قرية سيدي غازي بتلك المهنة. 

سيدة بـ 100 رجل

كشفت الأسطى نعمة عبدالعاطي، رحلتها مع مهنة الحدادة لـ القاهرة 24، قائلة: عملتُ بمهنة الحدادة في سن العاشرة، لأن والدي لم ينجب أولادًا لذا قررتُ أن أقوم بذلك الدور على أكمل وجه واتقنته جيدًا، من خلال تنفيذ تعليمات والدي بالحرف الواحد. 

نعمة هي الابنة الوحيدة التي امتهنت مهنة الحدادة من بين شقيقاتها، وكان والدها يشيد بها دائمًا ويقول: بنتي بـ 100 رجل. 

حب من أول نظرة 

وتابعت نعمة: بعدها عملت 20 عامًا مع والدي من خلال صنع الأدوات الثقيلة المخصصة للزراعة مثل المحراث وغيره، وشاهدني  زوجي في إحدى المرات بالورشة وأعجب بي وتقدم لخطبتي رغم اعتراض أهله: هتتجوز حدادة واقفة قدام النار؟ لكنه تمسك بي وأنجبت ثلاثة أولاد، وبعدها قمنا بفتح ورشة خاصة بنا وعلمته المهنة وواجهتني بعض الصعاب مثل الإصابات البالغة في يداي وعدم تقبل بعض الرجال الأمر. 

40 عاما من المشقة 

أُصيب زوج الأسطة نعمة بألم في ظهره وأجرى عملية جراحية، لتتولى السيدة الخمسينية المسؤولية الكاملة.. ومن هنا بدأت حياة المشقة تُطارد نعمة، التي باتت تستيقظ من النوم فجرًا لتبدأ يومها الطويل بصلاة الفجر ثم التوجه إلى ورشة الحدادة للوقوف أمام النار لساعات طويلة، ما أثر على عينيها ويداها ووجهها وبعدها مرحلة تحضير الطعام وتربية الأبناء 40 عاما متتالية عاشتها نعمة، لم يعرف الملل أو الكلل طريقًا لها إلا بعد إصابتها بالمرض الخبيث. 

أحلام نعمة 

وأردفت الأسطى نعمة: أنا تعبت، والشغلانة دي انقرضت بسبب الأدوات الحديثة والألات الزراعية، ودلوقتي بفتح الورشة شهر وميجليش إلا 10 جنيه، وأنا سني مبقاش مخليني اشتغل زي الأول.

وتروي نعمة رحلتها مع الكفاح: أعيش بالستر من عند الله ولم أطلب يومًا قرشا من أحد، ولكن المعيشة أصبحت غالية للغاية ولم يعد معي دخلًا ثابتًا، كل ما أتمناه مقابلة الرئيس السيسي ومعاشًا ثابتًا أصرف به على أولادي وزوجي مختتمة حديثها، قائلة: أنا شقيانه طول عمري.  

الأسطى نعمة