علي جمعة: الرسول لم يفسر إلا 200 آية فقط وهذا سبب عدم تعرضه للقرآن كاملًا
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن الرسول لم يتعرض لأغلب ما نزل في القرآن الكريم، فالقرآن مكون من 6236 آية، وعدد الآيات التي تعرض لها الرسول بالشرح أو بحديث أو آية أو استدلال لا يزيد على 200 آية.
وأضاف جمعة، عبر مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن الرسول لم يتعرض للقرآن الكريم ولم يشرحه بالكلية؛ حتى يعطي للقرآن مرونة مع الزمان ومرونة مع المكان، وكذلك الأشخاص والأحداث، فضلًا عن أن ذلك أتاح للفكر الإسلامي أن ينشأ فيه ما يسمى بالاجتهاد.
عضو هيئة كبار العلماء، أوضح أنه لو فعل الرسول ذلك لانعدم الاجتهاد؛ لأنه لا اجتهاد مع النص، مضيفًا أن الرسول لو شرح وفسر القرآن لأصبح كلامه نص لا يمكن لأحد أن يحيد عنه.
ونوه بأن الرسول لو شرح القرآن كاملًا لأغلق باب الاجتهاد إلى يوم القيامة، ولتحول المطلق إلى قيد، وبالتالي سيذهب بهاء القرآن وقدرته وانجذاب الخلق إليه.
وأشار إلى أن القرآن الكريم أمر المسلمين بتدبر آياته كما أمرهم بقراءة آياته، فقال ربنا: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، مضيفًا أن تلك الآيات تلفت إلى ضرورة التفكر في السماء وفي الأرض، وكذلك المخلوقات وفي كل شيء من حولنا.
وتابع جمعة: لو الرسول قال كل شي وأغلق علينا الأمر، هيبقى مفيش اجتهاد، وهذا أمر الله وشأن الله لأنه يعلم أن الزمان سيختلف والأشخاص سيختلفون، والأماكن ستختلف والأحوال ستختلف، وأن هذا القرآن هو الكلمة الأخيرة إلى العالمين وليس المسلمين وحدهم.