الصراع السعودي الإيراني.. كيف أسهمت تصريحات قرداحي في غضب الخليج؟
أصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانًا بشأن التطورات الخليجية إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، فيما يتعلق بالحرب اليمنية ما بين الحكومة المدعومة من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وميليشيات الحوثيين المدعوة من قبل إيران، مطالبة بضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات بين لبنان والدول العربية عبر الحوار.
وخلال الأيام الماضية، تسببت تصريحات قرداحي، التي أشار فيها إلى أن اليمن يتعرض لاعتداء من السعودية والإمارات، وأن ميليشيات الحوثي تدافع عن نفسها أمام الاعتداء الخارجي، ثم خرج لاحقًا ليؤكد أن تصريحاته كانت قبل تولي منصبه في الحكومة، وأنه لم يقصد الإساءة، لكنه رفض الاعتذار أو التراجع، في أزمة ما بين المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي ولبنان.
السعودية غاضبة من لبنان
التصعيد الخليجي بشأن تصريحات قرداحي، لم يكن وليد اللحظة، ففي مايو الماضي، طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال آنذاك شربل وهبة؛ إعفاءه من منصبه، بعدما أثارت تصريحات أدلى بها أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول خليجية أخرى، الأمر الذي يشير إلى أن الأزمة اللبنانية السعودية، أو ما يمكن أن يطلق عليه الأزمة اللبنانية الخليجية، لم تكن وليدة اللحظة بسبب تصريحات قرداحي، ليتضح أنها تمثل جانبًا آخر من الصراع السعودي الإيراني، إلا أن تلك المرة يدفع ثمنه الشعب اللبناني الغارق في أزمة طاحنة منذ تفجير مرفأ بيروت العام الماضي.
في ذات السياق، قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، إن بلاده ليس لديها تعليق بشأن إمكانية بقاء الحكومة اللبنانية التي يترأسها نجيب ميقاتي، أو استقالتها على إثر أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب اليمنية.
إيران سر غضب الخليج
وأشار وزير الخارجية السعودي، في تصريحات له بوكالة رويترز، إلى أن أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني تعود إلى هيمنة حزب الله على القرارات اللبنانية.
الأمير السعودي أكد أنه لا يوجد أزمة بين المملكة ولبنان ولكن الأزمة في لبنان بسبب هيمنة إيران على الدولة اللبنانية، وأن الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين بشأن لبنان، وأن الرياض ستدعم أي جهود لإصلاح شامل يعيد لبنان إلى العالم العربي.
أما عن العلاقات السعودية الإيرانية المباشرة، فقد أوضح وزير خارجية المملكة، أن محادثات طهران مع بلاده كانت ودية لكنها لم تحرز تقدما كبيرًا، مبينًا أنه ستكون هناك جولات محادثات أخرى مع إيران في المستقبل، وأن المحادثات ما زالت استكشافية.
فقد أعلنت كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات، سحب سفرائهم من لبنان، كما طالبوا السفير اللبناني لديهم بمغادرة أراضيهم خلال 48 ساعة، ردًّا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول الحرب في اليمن.
عزلة لبنان عن الخليج
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، طالب نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، جورج قرداحي، وزير الإعلام، بتقديم المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب تجاه الأزمة التي تسببت بها تصريحات قرداحي بشأن الحرب اليمنية مع المملكة العربية السعودية.
كما طالب ميقاتي وزير خارجيته بالبقاء في بيروت، وعدم الالتحاق بوفد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لمواكبة تطورات الأزمة مع السعودية.
في ذات السياق، قال عبد الله بو حبيب وزير الخارجية اللبناني، إنه سيشكل خلية مهمتها رأب الصدع مع السعودية ودول الخليج.
وأشار وزير الخارجية اللبناني إلى أن خلية العمل من شأنها العمل على تجاوز الخلاف مع السعودية متابعًا: ثقوا أننا حريصون أشد الحرص على إبقاء خطوط التواصل والتلاقي مفتوحة مع السعودية، ونحن مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء.
واجتمعت السبت خلية الأزمة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الموجود في غلاسكو، وشارك القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بيروت ريتشارد مايكل في جزء من الاجتماع.
قرداحي إلى الاستقالة
وكشفت وسائل إعلام لبنانية، اتجاه وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، إلى تقديم استقالته من الحكومة اللبنانية، بعد الأزمة الدبلوماسية التي سببتها تصريحاته عن السعودية والإمارات.
وأفادت صحيفة النهار اللبنانية، اليوم السبت، أن هناك ترجيحات باتجاه جورج قرداحي إلى إعلان استقالته، موضحة أنه توجه اليوم إلى المقر البطريركيّ في منطقة بكركي، للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
