هل يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج زيت الطعام والسيطرة على الأسعار؟.. خبراء يجيبون
تواجه الأسواق المحلية ارتفاع سعر الزيت في السوق المحلية، بعدما أعلن الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، زيادة أسعار الزيت، بداية من اليوم 1 نوفمبر 2021، على بطاقات التموين.
أرجعت شعبة صناعة الزيوت في اتحاد الصناعات، ارتفاع سعر الزيت في السوق المحلية، لتقلبات أسعار المحاصيل الزيتية وارتباطها بالأسعار العالمية وتأثرها بمصالح الشركات المصنعة، موضحة أن سعر الزيت الحر في السوق المحلية، يتراوح من 912 دولارا لطن زيت الصويا، إلى 1430 دولارا، أي ما يعادل 14 ألف جنيه إلى 20 ألف جنيه، بخاصة أن مصر تستورد 5.7 ملايين طن سنويًا من الزيوت والبذور الزيتية منها 2 مليون طن زيوت و3.7 ملايين طن بذور زيتية يتم عصرها في مصر بتكلفة تبلغ أكثر من 25 مليار جنيه سنويًا.
قال أيمن قرة، رئيس شعبة الزيوت بغرفة الصناعات الغذائية، باتحاد الصناعات، ورئيس شركة القاهرة للزيوت، إن مصر تستورد أكثر من 90% من الزيوت النباتية التي تستخدم للطعام، مضيفا أن مصر جزء من دول العالم، وتتأثر بشكل فوري بالأسعار العالمية، وبالتالي مع ارتفاع الأسعار عالميا يرتفع سعر الزيت محليا في كل مرة تشهد تحرك للأسعار.
وأضاف رئيس شعبة الزيوت لـ القاهرة 24، أن هناك خللا في سلاسل الإمداد والتوريد على مستوى العالم، في الوقت الراهن تؤثر بدورها على المعروض من المنتجات، وعلى كل الخامات الغذائية وغير الغذائية وأيضا هناك حالة تضخم خانقة، نظرا لعدم رجوع مصادر إنتاج تعمل بكامل كفاءتها.
لفت قرة، إلى أن مصر ليس لديها القدرة لسد احتياجاتها للزيت وهذا يرجع إلى عدم وجود مساحات واسعة وتكلفة المياه المرتفعة، فبالتالي عدم وجود قيمة تشجع المزارعين والتحول نحو زراعات أخرى أكثر ربحية للمزارعين في ظل غياب الدورة الزراعية.
ونوه رئيس شعبة الزيوت، بأن هناك محاولات إيجابية لكي تغطي مصر احتياجها من الزيت، لكنها لا تكفي احتياجات مصر التي تستورد أكثر من 90% وتحقق 3% من نسبة الاكتفاء الذاتي للزيوت.
في السياق نفسه، أشار الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، بأن ارتفاع الأسعار عالميا سببه تعافي الطلب وبالتالي تأثر العرض والسلع والخدمات بفترة تعطل في المصانع نتيجة للوباء.
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ القاهرة 24، أن العالم يواجه تغيرات في الصناعات والتقنيات المستخدمة في الصناعة حاليا، نتيجة لما يحدث في العالم من التغيرات المناخية التي تؤثر في الزراعة، مؤكدا على ضرورة استخدام تقنيات نظيفة وصديقة للبيئة وهذا يحتاج إلى استثمارات وتعديلات كبيرة ليكون هناك سرعة في الإنتاج وهذا يصب في المعروض الذي جعل الطلب يتعافى والسوق يتأثر بارتفاع الأسعار وإن لم تكن بنفس درجة المرونة بانخفاضها.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن زراعة 250 ألف فدان من الزيت في مصر، لم تؤت ثمارها في هذا الموسم، وهي حلول متوسطة المدى، موضحا أنه من الصعب الوصول لحالة الاكتفاء الذاتي لدولة تستورد ما يقارب 97% من حجم الزيوت التي يتم استهلاكها.