في ذكرى ميلاد إدوار سعيد.. كيف رصد تضليل الغرب ضد الإسلام؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد المفكر الكبير إدوارد سعيد، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، ولد في 1 نوفمبر 1935، وشغلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا من كتاباته، كما أنه أولى اهتماما كبيرا بالاستشراق ونظرة الغرب للشرق والإسلام.
ومن أهم مؤلفات إدوارد سعيد، كتاب بعنوان تغطية الإسلام يرصد فيه نظرة الغرب إلى الإسلام، وردود فعل العالم الغربي، وخصوصًا الأمريكي تجاه العالم الإسلامي، والذي ينظر له الغرب بصفته موقعًا شديد الحيوية.
ويذهب إدوارد سعيد إلى أن التغطية الإعلامية للإسلام مليئة بالمغالطات وبعيدة عن الموضوعية، حيث يتم تصوير الإسلام كدين يتميز بالعصبية العرقية والكراهية الثقافية والجنسية، ويُرجج إدوارد سعيد؛ مصدر هذا التضليل إلى أن التغطية تُوحي لمن يتلقون الأنباء؛ بأنهم قد فهموا الإسلام دون أن تقول لهم إن هذه التغطية النشطة تستند إلى مادة أبعد ما تكون عن الموضوعية.
وحسب إدوارد سعيد، فقد أدى استعمال مصطلح الإسلام بشكل يتسم بالعمومية إلى ظهور قدر واضح من الأخطاء وأقوال تنم عن التحيز العرقي الشديد والكراهية الثقافية والعنصرية أيضًا.
المؤسسات الأكاديمية شريك في التضليل
ويرى إدوار سعيد، أن التضليل لا يقتصر على المؤسسات الأكاديمية فقط، بل يشمل أيضًا المؤسسات الأكاديمية فـ الدارسون لمجال الشرق الأوسط في الجامعات الكبرى الأمريكية والأوروبية لا يعرفون شيئًا عن اللغة العربية، لذلك فهم يرون الشرق بعيون وسائل الإعلام الغربية المضللة، والتي تؤكد أن الإسلام هو تهديد للحضارة الغربية.
ذكر إدوارد سعيد في تقديمه كتاب تغطية الإسلام من ترجمة الدكتور محمد عناني: في تغطية الإسلام، فإن موضوعي مُعاصر بصورة مباشرة، وهي المواقف الغربية والمواقف الأمريكية، خاصة إزاء العالم الإسلامي الذي بدأ الغربيون يرون منذ مطلع السبعينات أن له صلة وثيقة بهم، ومع ذلك فهو يُموج بالقلاقل المعادية لهم، ويمثل مشكلة لهم، وكان من بين أسباب هذه الرؤية؛ إحساسهم الحاد بنقص إمدادات الطاقة، وهو الإحساس الذي تُركز على النفط العربي ونفط الخليج العربي.