محلل لبناني: من حق السعودية أن تغضب بعد تصريحات قرداحي.. لكن لا يجب معاقبة الشعب
قال محمد سعيد الرز، المحلل سياسي اللبناني، إن الأزمة بين لبنان والخليج هي أكبر وأعمق من تصريح أدلى به جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني قبل شهر من توليه الوزارة، بل إنها متصلة بموقف المملكة العربية السعودية مما تعتبره هيمنة حزب الله على القرار السياسي اللبناني، حسبما صرح بذلك وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان.
وأضاف الرز في تصريح لـ القاهرة 24، أن من حق السعودية أن تغضب أو تصاب بخيبة أمل من مواقف بعض الفئات اللبنانية ضدها وهي التي ما دام ساعدت لبنان في أصعب الظروف، فاتفاق الطائف للوفاق الوطني اللبناني صدر من السعودية وأمن السلم الأهلي للبنان منذ ثلاثين عاما وحتى الآن ونتج عنه الدستور اللبناني الحالي.
وأوضح أنه من حق السعودية أن تسأل عن مصير مساعداتها لـ لبنان والتي استولت الطبقة الحاكمة اللبنانية على معظمها، لكن في نفس الوقت لا يجب معاقبة الشعب اللبناني كله على مواقف وتصرفات فئوية فيه، فاللبنانيون مخطوفون من قبل الطبقة الفاسدة، وهم يعيشون أسوأ مراحل المعاناة والانهيار على كافة الأصعدة بعد عملية تجويعهم المبرمجة، فلا حزب الله يمثل كل اللبنانيين ولا ينبغي تحميلهم وزر موقف وزير أو لمسؤول.
وتابع الرز، أن هذا العزل الكامل والعقاب الشامل سيرمي باللبنانيين لدوامة التدخلات الأجنبية والضغوط الإقليمية من ايران وسواها، أو من الاثنين معا، فلا فائدة من رمي اللبنانيين المحتاجين للإنقاذ بيد خاطفي وطنهم وأموالهم ولقمة عيشهم، وبالمقابل على الحكومة اللبنانية اللجوء إلى جامعة الدول العربية وهي عضو مؤسس فيها لا أن تحصر معالجة الأزمة مع الولايات المتحدة أو فرنسا أو سواهما.
وأكد المحلل السياسي، أن المشكلة بين بلدين عربيين وينبغي معالجتها داخل البيت العربي أولا بعد إزالة مسبباتها المباشرة وتنفيس الاحتقان الحاصل، فلا غنى للبنان عن محيطه العربي وهو ليس جزيرة مفصولة عن هذا المحيط وإنما هو عربي الانتماء والهوية حسبما ينص دستوره الوطني.