كيف تأثر والد الشعراء فؤاد حداد بالعروبة وعبر عنها في أعماله؟
بكيت مسحت دموعي، بمسح دموعي بكيت.. نمر اليوم بذكرى رحيل شاعر العامية الكبير ووالد الشعراء، فؤاد حداد، والذي يعد أحد أهم شعراء العامية المصرية في تاريخها، وأحد أساتذتها، وروادها، والذي رحل عن عالمنا في 1 نوفمبر من العام 1985.
وماليش غايات وماليش شريعة غير قلبي بس.. ناقش حداد في شعره العديد من القضايا الهامة، منها المقاومة، والأرض، والسلام، ومن أهم تلك القضايا، قضية العروبة، والتي انتشرت في معظم أعماله الشعرية، ورأى فؤاد حداد بأن الوحدة العربية هي الأمل، وتاريخ العرب، هو الإلهام، ولغة العرب هي السمو، فكتب بالعامية المصرية، وكتب بالشامية، وكتب بالفصحى، فنجده يقول عن اللغة العربية: لغة العرب في قلبي تضوي ضي.. لغة العرب هي إلى بتزود.. في كل ليلة عندنا القنديل.
حد قال يا فار انت طالع منين؟.. تأثر حداد كذلك بالتراث العربي الكبير، وخاصة بعض شعراء الفترة العباسية، وقصص كليلة ودمنة، والتي استوحى منها ديوانه الرائع رقص ومغنى، والذي أتت قصائده على ألسنة الحيوان، فنجد فيه قصائد بعنوان رقصة الفار، ورقصة السحلية، ورقصة الدب، ورقصة البغبغان، وغيرهم من القصائد التي استخدم فيها الحيوان لإيصال المعاني الشعرية العميقة والجزلة للقارئ، فأتي متحررا من قيد الإنسانية ليعبر إلى معان مختلفة، من خلال حرية وطلاقة الحيوانات، والتي تشعر وتتأثر وتُأثر وتقاوم في قصائد حداد.
أُهدي قصايدي جهاد، وجهاد أقدمها.. فؤاد حداد والقضية الفلسطينية
أثار فؤاد حداد في شعره أيضا القضية الفلسطينية، حيث كتب عنها ملحمته قصيدة الحَمل الفلسطيني، والتي استوحاها من الحادث الشهير، عندما دخل أحد الجنود الإسرائيليين إلى ساحة المسجد الأقصى، وأطلق النار على الموجودين، ويقول فيها منتحبا صوتي يردد فجأة فجأة.. إني كسير القلبِ وانكسرت بعض أضلاعي، ويقول هذا أتم الشوق.. إلى أتم الفداء.. هذا أتم الدم.. لدى أتم النور.. على أتم الأرض.. تداس عند المسجد الأقصى.
فتح فؤاد حداد في معظم أشعاره أبواب النضال والمقاومة، والمحبة، والسلام، صاغ كل تلك الأفكار في معان فلسفية عميقة، وخاصة في أعماله الأخيرة، والتي اتسمت بنظرة فلسفية وصوفية، فكتب في تلك الفترات ديوانه الحضرة الزكية مستلهما العنوان والكثير من المواضيع بداخله من الحضرات الصوفية، والروحانيات الدينية عند المتصوفين.
