أشعار حداد متدفقة كالشلال.. عندما التقى صلاح جاهين بـ فؤاد حداد
نمر في تلك الأيام بذكرى رحيل شاعر العامية الكبير، ووالد الشعراء فؤاد حداد، والذي رحل عن عالمنا في 11 نوفمبر من العام 1985.
أحدث فؤاد حداد في شعر العامية المصرية، تغييرا كبيرا، وأضاف له أساليب لم يطرقها أحد قبله، وكانت أعماله نموذجا للأجيال المتعاقبة على الشعر، استسقوا منها، واستخلصوا من تجربته الكثير والكثير، ورغم فحولة حداد الشعرية، وانتاجه الضخم من الدواوين والأعمال، إلا أن ظهوره الإعلامي كان في أضيق الحدود، وذلك لسبب لا أستطيع تحديده، هل كان رفضا منه أم تجاهلا من الإعلام في تلك الفترة.
يعد ظهوره النادر مع صلاح جاهين، في إحدى البرامج التلفزيونية، التي كان يقدمها الإعلامي الكبير طارق حبيب، من أمتع اللقاءات الإعلامية والصحفية له على الإطلاق، لما ظهر فيه من ألفه، وتواضع وإنكار ذات بين الصديقين الشاعرين الكبيرين حداد وجاهين.
جاهين هو إلهام حداد عندما كتب المسحراتي
ومن اللافت في هذا اللقاء البديع، عندما قال جاهين، بأن حداد كتب المسحراتي، وقبل أن يكمل حديثه عن هذا العمل الكبير الذي غناه الشيخ سيد مكاوي، قاطعه حداد في سرعة، وتواضع، لينسب الفضل لصلاح جاهين، بأنه هو صاحب تلك الفكرة من البداية، وهو من شجعه على كتابتها واستكمال حلقاتها.
ومن الأوصاف البديعة التي قيلت في فؤاد حداد، ما قاله جاهين في تلك الجلسة، بأن حداد كالشلال، وكالماء المتساقط من أعلى دون توقف، لينير الكهرباء، معقبا بأنه من هنا كان هو أفضل من يستطيع الكتابة عن المسحراتي، لأن المسحراتي في الأصل، يحتاج الكثير من الكلمات، حتى يتم عمله على أكمل وجه.