كتب 1500 دراسة وأنجب 16 طفلًا.. تيودور مومسن المؤرخ الوحيد الفائز بنوبل
تيودور مومسن، المؤرخ والكاتب الألماني الشهير، ثاني من حصل على جائزة نوبل للآداب بسبب كتاباته في التاريخ، والمؤرخ الوحيد الذي حصل عليها حتى الآن، وكان من بين المعاصرين المرشحين لنيلها، تولستوي، وإميل زولا، ومارك توين، وذلك لأنه أعظم كاتب تاريخي على قيد الحياة وقتها، وأيضا لكتابه التاريخي الهام، تاريخ روما، عام 1902، والذي تحل علينا اليوم ذكرى رحيله التي توافق 1 نوفمبر من العام 1903.
ولد تيودور مومسن في ألمانيا في 30 نوفمبر من العام 1817، وكان والده وزيرا لوثريا، نسبة إلى اللوثرية التي أسسها مارتن لوثر، التحق بإحدى المدارس المسيحية، وتعلم في وقت مبكر اللاتينية واليونانية، وحصل على شهادته منها في العام، 1837، ليلتحق بعدها بجامعة كيل، والتي حصل منها فيما بعد على درجة الدكتوراه في القانون الروماني.
بدأت دراسته التأريخية عندما حصل على منحة مكنته من السفر إلى فرنسا ليتمكن من دراسة النقوش الرومانية، على الطبيعة، كما حصل أيضا على منحة من ملك الدنمارك، سمحت له بالبقاء لثلاث سنوات بداية من 1844 إلى 1847، في إيطاليا، وفي تلك الفترة أصبح مكانه المفضل في إيطاليا المعهد الأثري في روما.
وضع تيودور مومسن لنفسه خطه ومنهج بحثي ليساعده على إتمام دراسته على مجموعات كبيرة من النقوش اللاتينية، والتي تعود إلى العصور القديمة، وقد رتبها على أسس لغوية، وساعدته تلك الدراسات المتأنية التي كان يقوم بها في تحليل النصوص القديمة، لأن يصبح فيما بعد أحد أساتذة الكتابة التاريخية، لما أعطته من خلفية معرفية كبيرة، مكنته من فهم الحقب التاريخية الهامة.
عام 1854، تم تعيين تيودور مومسن أستاذا للقانون الروماني، في جامعة زيورخ، وشرع وقتها في كتابة معظم كتاباته حول تاريخ روما، والتي تعد أشهر وأهم ما كتبه خلال حياته الحافلة، وانتقل بعد ذلك للعمل أستاذا للتاريخ القديم في جامعة برلين، وتزوج من ماري رايمر في ذلك الوقت، وكان عمره وقتها 41 عامًا، وعمرها 23 عاما، وأنجبوا 16 طفلا.
مومسن.. محاضرا فاشلا وسياسيا كبيرا
على الرغم من عبقرية كتابات تيودور مومسن التاريخية، إلا أنه لم يحظى بأي شعبية بين تلامذته، وكان محاضرا سيئا، ويطل عليه لقب الحلاق بين الطلاب، وظل طوال فترة عمله كمحاضر جامعي، لا يحظى بحب التلاميذ أو تجاوبهم معه.
كان لـ مومسن نشاطا سياسيا مهم خلال حياته، وتعد معاداة السامية من أهم القضايا التي شغلته، وقام بحملات كبيرة أثناء عمله عضوًا برلمانيا، ضد معاداة السامية، وهاجم المؤرخ هاينريش فون بشدة، ووصفه بأنه جعل معاداة اليهود مقبولة اجتماعيا، ومن أشهر مقولاته التي ساعدت على انتشار معاداة اليهود في تلك الفترة، «اليهود هم مصيبتنا» ورأى مومسن أن معاداة اليهود كانت مثل الكوليرا، من حيث انتشارها، وآثارها على المجتمع.
كتب مومسن ما يقرب من 1500 دراسة ورسالة علمية، خلال حياته، تتربع على رأسهم كتابه الكبير حول تاريخ روما، ورغم كل ذلك، أصيب باكتئاب في أواخر حياته، بسبب عدم رضاه عن ما قدمه من أعمال، وكان دائم الشعور بأنه لم يحقق الكثير.