يشترِي منْ غابةٍ غُصُنًا.. قصيدة للشاعر محمد عرب صالح
محمد عرب صالح شاعر مصري من مواليد محافظة الجيزة وخريج كلية دار العلوم جامعة الفيوم، كان أحد المتأهلين لجائزة أمير الشعراء في الموسم السابق رقم 9، وهذه واحدة من قصائده.
مضَى لكي يشترِي منْ غابةٍ غُصُنًا..
لأنَّ ضِلْعًا بِفِعلِ الشهقةِ انكَسَرا
لأنَّ سِربَ يمامٍ نامَ في يَدِهِ..
من فَرطِ ما كان غَضًّا يُشبُهُ الشجَرا
مَضَى..
وفي إثرِهِ الجِيتَار حيثُ مَضَى
وأُغْنِيَاتٌ صِغَار.. حَيثُما عَبَرا
لَكَمْ تَمنَّعَتِ الأحلامُ حِين غَفا..
وكمْ تساقَطَتِ الأحزانُ وَقتَ جَرَى
وكمْ تَوتَّرَتِ القِيثارُ..
إذْ رَقصَت رَبَابةٌ
حينَ سَمَّى نَفسَهُ وَتَرا
أَتَت إلى بابِهِ الأيَّامُ مَحنِيَةً رُؤوسُها
وإلَيهِ الحظُّ مُعتَذِرا
أَلقَى المفاتيحَ..
واسْتلْقَى على مَهَلٍ
كَمَنْ يَتُوقُ نُجومًا، أو يَعُدُّ ثَرَى
وقالَ
لا نهرَ يُطفِي جانِبَيَّ..
ولا أنا الصحارَى لِكَيْما أَطلُبَ المَطَرا
أنا المصابيحُ..
لا رِيحٌ أُصادِقُها،
ولا سَكَنْتُ سماءً كي أُرَى قَمَرا
فأيُّنا يا ليالي كانَ مَحضَ فِرَى!
وأَيُّنا كان كأسًا!
أيُّنا سَكِرا!
وهلْ على عَيْنِ وجهِي أَيَّما حَرجٍ
إذا تعامَيتُ..
مادامَ الفؤادُ يَرَى!