خلف كل رجل عظيم.. كيف لعبت زوجة جورج برنارد شو دورًا كبيرًا لإنجاحه؟
نمر اليوم بذكرى رحيل عملاق الأدب الأوروبي والعالمي، جورج برنارد شو، الذي رحل عن عالمنا في 2 نوفمبر من العام 1950، كتب خلال حياته أكثر من 60 عملا مسرحيا، وحصد جائزة نوبل للآداب في عام 1925.
ولد برنارد شو في مدينة دبلن، 26 يوليو من العام 1856، لعائلة من أصول إنجليزية، وبحلول وقت ولادته، كانت والدته على علاقة حميمية مع الموسيقي جورج جون لي، والذي كثيرا ما اعتقد برنارد شو بأنه والده الحقيقي، وعانى في طفولته من عدم اكتراث والدته، والذي كان يتسبب له في أذى نفسي كبير.
التحق برنارد شو في طفولته خلال الأعوام 1865و 1971 بأربع مدارس، لم يستطع التأقلم مع أي منهم، وتسببت تلك التجربة له، في عقدة من التعليم، والتي كتب عنها بعد ذلك مقولته بأنها كانت كالسجون، ترك التعليم، واشتغل كاتبا في شركة دبلن لوكلاء الأراضي، وترقى في تلك الوظيفة بشكل سريع، حتى صار مديرا.
بحلول عام 1876، قرر برنارد شو أن يصبح كاتبا، وأنضى معظم وقته في لندن، بين القراءة والكتابة، في مكتبة لندن، لكن لم تحقق له الكتابة سوى القليل من الدخل، وكان يعتمد على والدته التي وفرت له جنيها بشكل أسبوعي، من زوجها الذي كان يعمل مدرسا للموسيقى.
بدايات جورج برنارد شو المسرحية.. ودور زوجته شارلوت في نجاحه
بدأ شو في كتابة المسرح في تسعينات القرن التاسع عشر، وتناولت مسرحياته الأولى بعض القضايا الاجتماعية، منهم منازل الأرامل عام 1892، والتي تناول فيها الأحياء الفقيرة، والصعوبات التي تواجه سكانها، وبدأ بعد ذلك في تنويع كتاباته المسرحية، وكتب قيصر كليوباترا في عام 1898، والكابتن براسباوند 1899، وتناول فيهم مسائل الإمبريالية والحكم الإمبراطوري.
تزوج برنارد شو من شارلوت شو، في عام 1898، والتي كانت لها فضل كبير عليه لاستكمال طريقه الأدبي، من خلال دعمها المادي له، وأيضا كانت تساعده في كتابة المخطوطات المسرحية له، إضافة إلى نسبة الكثير من الأفكار التي كتبها شو إليها، ولكن لم يتم الإشارة إليها بالشكل الكافي من قبل النقاد، رغ أهميتها في حياة شو، ومن أعمالها الهامة أيضا، مشاركة إدوارد لورنس، المعروف بـ لورنس العرب، الذي كان يتردد بشكل مستمر على منزلهما في صياغة كتابه الشهير الأعمدة السبعة.
ونظمت شارلوت عروضا مسرحية لبرنارد شو، وكانت تقوم باختيار الممثلين، وتتابع كافة التفاصيل حتى تنفيذ العمل بشكل كامل على المسرح، ويرى بعض النقاد، أنه لولا شارلوت، وإشرافها على الكثير من مسرحيات شو، لم تكن لتنجح بهذا الشكل الكبير.