تحول الحرب في إثيوبيا.. قلق غربي عارم من تدهور الأوضاع وتحذيرات بعدم السفر
بالتزامن مع اقتراب مرور عام على بدء الحرب المأساوية في شمال إثيوبيا، تدخل الحرب مرحلة جديدة مع إحراز قوات تيجراي، تقدم عسكري متواصل وسيطرتها على محور استراتيجي مهم للغاية هذا الأسبوع، ثم إعلانها الزحف تجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
الحرب في إثيوبيا بدأت في نوفمبر 2020 بشن الجيش الإثيوبي غارات جوية وبدء زحف بري على عاصمة إقليم تيجراي ميكيلي، حتى تمكنت من السيطرة عليها بالفعل وطرد مقاتلي تيجراي من معظم أراضي إقليمهم، لكن بعد مرور عام كامل شهد تحولا في مسيرة الحرب، تقف قوات تيجراي الآن على طريق استراتيجي يقودهم مباشرة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
النصف الأول من عام الحرب الإثيوبية الأهلية شهد تفوقا لقوات الحكومة الإثيوبية وحلفائها، ومنذ يونيو الماضي، بدأت قوات تيجراي في قلب الطاولة وأخذت منذ ذلك الحين في إحراز تقدم على حساب القوات الحكومية الإثيوبية وحلفائها، واستعادت السيطرة على مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، ومعظم أراضي الإقليم ثم توغلت في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين، وأخذت قوات الحكومة الإثيوبية تتراجع أمامها.
إعلان حالة الطوارئ.. مرحلة جديدة في الحرب الإثيوبية
إعلان الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 6 أشهر، جاء بعد سيطرة قوات تيجراي على مدينتي ديسي وكومبوليتشا الاستراتيجيتين، اللتين تقعان على مفترق طرق مهم للغاية يقود إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مباشرة، ويربطها بدولتي جيبوتي وإريتريا المجاورتين شمالا، وتعد مديني ديسي مركز تجاري مهم وكان به مخيمات لعدد كبير من اللاجئين بسبب الحرب.
وتبعد المدينتان الاستراتيجيتان عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مسافة 400 كم، ومع اقتراب قوات تيجراي وإعلانها الزحف نحو عاصمة الحكومة الفدرالية، سارعت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد وحشد عناصرها والمواطنين في العاصمة استعداد للقتال والدفاع عنها، ما دفع عدد من الدول إلى الإعراب عن قلقها من استمرار تصاعد الحرب في إثيوبيا.
أمريكا تدعو موطنيها في إثيوبيا إلى الاستعداد للمغادرة
ودعت السفارة الأمريكية في أديس أبابا، مواطني الولايات المتحدة في إثيوبيا إلى الاستعداد لمغادرة البلاد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وإعلان حالة الطوارئ، مطالبة من يفكر في السفر إلى إثيوبيا للتراجع عن هذه الفكرة، مشيرة إلى حظر سفر موظفي السفارة خارج العاصمة أديس أبابا.
كما دعت روسيا مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى إثيوبيا في الوقت الحالي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
الاتحاد الأوروبي منزعج من الطوارئ
ممثل السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أعرب عن انزعاج الاتحاد الأوروبي من إعلان الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ وتحشيد عناصرها، معتبرا أن ذلك من شأنه الدفع نحو مزيد من الحرب الأهلية في البلاد.
وأكد الاتحاد الأوروبي رفضه أي توجه لقوات تيجراي وأورومو المتحالفة معها، مهاجمة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أو محاصرتها، داعيا إلى الجنوح للسلام وإسكات البنادق.
الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إعمال العنف
إلى ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه من إعلان الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ، داعيا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وتمكين وصول المساعدات الإنسانية.
