عالجت المياه الملوثة.. تدريس قصة طالبة في منهج الإنجليزي لطلاب الثالث الإعدادي
دي أول سلمة في نجاحي عشان أوصل لتحقيق حلمي.. بهذه الكلمات بدأت الطالبة فاطمة البنا بنت محافظة الإسكندرية البالغة من العمر 17 عامًا، تروي كيف نجحت في تحقيق حلمها لوصول ذكر اسمها وتدريس قصتها لطلاب الصف الثالث الإعدادي في منهج اللغة الإنجليزية هذا العام، لتكون قدوة للأجيال القادمة.
فاطمة البنا طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية، تمكنت من ابتكار مشروع جديد من نوعه وهو معالجة المياه الملوثة الموجودة في العديد من القرى وإعادة تدويرها مرة اخري لاستخدامها في الزراعة، ويتم ذلك باستخدام بذور المورينجا كبديل للكلور الضار للبيئة وطرق المعالجة التقليدية، بالإضافة إلى انتاج طاقه وأسمدة كناتج للمشروع، ليكون مشروع قومي متكامل بلا مخلفات ضاره.
وأوضحت فاطمة خلال حديثها للقاهرة 24، أن بذرة المورينجا هي بذور أشجار نبات المورينجا طبيعي وبديل آمن للكلور السام وأرخص ومتوفر بشكل كبير لتأقلمه مع ظروف المناخ والتربة الرملية المناسبة لطبيعة مصر، مشيرة إلى أنه مشروع قومي ضمن رؤية مصر 2030 لحل المشكلات الموجودة.
وعن بداية فكرتها، تقول فاطمة للقاهرة 24، إنها بحثت ووجدت أن تلك البذرة تستخدم في الصناعات الطبية والأدوية، فيما قررت أن تشتغل عليها وتقوم بتجربتها في معالجه الصرف ليكون ابتكار، مضيفة أن الدولة والرئيس السيسي ورؤية مصر 2030 تساعد أهل القرى والنجوع للوصول إلى اكتفاء وانتفاع ذاتي بمواردهم المتاحة (الصرف) لحل مشاكلهم دون وضع عبء على الدولة حيث أنه مشروع يمكن تطبيقه بإمكانيات بسيطة.
وأشار الطالبة التي تدرس قصتها لطلاب الثالث الاعدادي، أنها شعرت بالفخر عندما وجدت أن قصتها موجودة بين أيادي الطلاب، وتتذكر وقتها أنها عندما كانت في الصف الثالث الاعدادي، كانت ترى نماذج ناجحة وقدوة في الكتب قائلة: فخورة ان بقيت مثل يحتذى به من خلال فكرة أن قصتي ومشروعي في كتاب يدرس ويشفوني قدرة بمشروع جديد وحديث وأن أكون مؤثرة في المجتمع المصري ويكون لدى الطلاب عارفين مدى تعبي ويقدروا يثبتوا أنهم ناجحين حتى لو صغار في السن.
وتابعت: حصلت على المركز الرابع عالمي في مسابقه “ريجنرون ايسف” الدولية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية في عمر الـ 17 عام، ويعد هذا المعرض أكبر معرض علمي للمنافسة في مجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية، والمعرض يستضيف ما يقارب 1800 مشارك من أكثر من 75 دولة حول العالم، وتم تكريمي من وزير الدولة للإنتاج الحربي ومنحها درع الوزارة، كما تم تكريمها من مكتبه الإسكندرية ومنحها جائزة أفضل طالب لعام 2021، بالإضافة إلى تكريمها من السفارة الأمريكية ممثله في الـ USAID، حسبما قالت فاطمة للقاهرة 24.
وتناول نص شرح كتاب اللغة الإنجليزية الـ«New hello» جزء الـ«work book» الخاص بالتدريبات، قصة الطالبة، كالآتي: ولدت فاطمة البنا في الإسكندرية عام 2003. عندما كانت طفلة كانت تحب التعلم عن العلوم وأرادت أن تكون عالمة عظيمة. بعد أن أنهت المدرسة الإعدادية، بدأت في الدراسة في مدرسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في الإسكندرية. ثم تعلمت المزيد والمزيد عن العلوم وكذلك كيفية رعاية البيئة والحفاظ علي ثقافة مصر"، عندما كانت في المدرسة، جاءت أولًا في مصر في NASA International Space Apps التحدي، مسابقة لحل المشكلات للعلماء حول العالم. في وقت لاحق، عملت في مشروع مدرسي. لقد وجدت طريقة طبيعية للقرى لتنظيف المياه القذرة وإعادة تدوير المياه المستخدمة. يتم استخدام المياه المعاد تدويرها لمساعدة النباتات على النمو، ويمكن أن يساعد المشروع أيضًا في وقف تلوث المياه. أرسلت مشروعها إلى جمعية العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية.. في عام 2021، فاز مشروعها بالمركز الرابع في مسابقة دولية أخرى للعلوم والهندسة، والآن فاطمة ستفعل المزيد من الأشياء لمساعدة العلم.
وتابعت الطالبة، أن بداية التحاقها بمدرسة المتفوقين تتعرف بمشاكل مصر وكان عددهم 11 مشكلة وأنها قررت أن تختار مشكلة المتعلقة بالصرف الصحي لإيجاد حل مبتكر لم يكن موجود من قبل ليتم تطويره ويتم تدريبهم للتنفيذ على الفور لحل تلك المشاكل.
وعن حلمها تقول فاطمة، أنها تريد الالتحاق بجامعة زويل لتتعمق في دراسة الكيمياء الحيوية بالإضافة إلى أنها تتمنى أن تصل لعلاج السرطان دون اللجوء إلى العلاج الكيماوي.
واختتمت الطالبة، أنها فخورة بمصر وتشكر وزير التربية ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمنحتها أن تكون قدوة وفخر لدى الطلاب مثلما كانت تحلم منذ صغرها بأن تكون مثل النماذج المشرفة التي تتواجد في المجتمع، قائلة: هحاول على قد ما أقدر أكون مثل يحتذى به جميع الأجيال القادمة.