الجزائر تتوعد المغرب.. هل يتحول التوتر بين الجارين إلى مواجهة عسكرية؟
فتح إعلان الجزائر مقتل 3 من مواطنيها بقصف مغربي على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، الباب مجددا أمام سيناريوهات التصعيد بين المغرب والجزائر، والتي بدأت بقطع العلاقات الدبلوماسية من الجزائر أغسطس الماضي، ثم اتهامها الرباط بالتورط في حرائق الغابات، ومؤخرا عدم تجديد عقد لتصدير الغاز إلى إسبانيا يمر عبر الأراضي المغربية وتستفيد منه الأخيرة اقتصاديا بتوفير نحو 65% من حاجاتها من الغاز الطبيعي.
الإعلان الجزائري عن استهداف المغرب لشاحنات تجارية جزائرية في طريقها من مدينة ورقلة جنوبي البلاد إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، تبعه وعيد جزائري بأن هذه الواقعة لن تمر دون عقاب، لكن خبراء استبعدوا إمكانية التصعيد العسكري الجزائري تجاه المغرب.
ويقول الدكتور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية الجزائري، إن الجزائر قوى عقلانية لا تتصرف بشكل غير عقلاني أو غير مدروس، متهما المغرب بانتهاج طرق ابتزازية بهدف تحويل الحرب مع الجزائر إلى مواجهة حقيقية ساخنة، وجرها إلى رد عسكري، لكنها لن تنزلق إلى ذلك، وفق قوله.
وواصل المحلل الجزائري في تصريحات لـ القاهرة 24: “المغرب تحول منذ مدة إلى دولة وظيفية خادمة للقوى الاستراتيجية وتخلى عن مشروع الدولة الوطنية، وبعد فترة التطبيع (مع إسرائيل) أصبح يستقوي بالكثير من القوى الدولية على جيرانه، ويعتقد أنه بهذا الاستقواء يستطيع أن يصل به إلى شيء ما في نفسه لكنه يتخبط داخليا وخارجيا، وأصبح أزماته بالجملة”، وفق قوله.
ولم يصدر المغرب أي تعليق على الاتهام الجزائري الرسمي لها بقتل 3 جزائريين في قصف لشاحناتهم، لكن موريتانيا نفت بشكل رسمي أن يكون القصف تم داخل الأراضي الموريتانية، ما يعني أن الهجوم جرى داخل أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها.
ووصف إدريس الهجوم المغربي على الشاحنات الجزائرية بالخطير والإرهابي، قائلا إنه يمثل حلقة جديدة من حلقات الابتزاز المغربي للجزائر، بعدما سبق واستهدفت الوحدة الوطنية في الجزائر وتورطت في حرائق الغابات الصيف الماضي ومولت حركات إرهابية هي الماك ورشاد، ووصلت الآن إلى استهداف الجزائريين.
وعن طرق الرد الجزائرية على الهجوم المغربي، الذي أعلنت عنه، قال إن الجزائر بإمكانها التحرك في المحافل الدولية لإثبات “هذا الجرم” وجعل المغرب يدفع الثمن، معتبرا أن الجزائر وجهت ضربات إعلامية واقتصادية للمغرب، وستتجه إلى "تأديبها" -وفق وصفه- سياسيا وقانونيا من خلال رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومن خلال إبلاغ مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة.
وتابع: المغرب يحلم بحرب إقليمية مفتوحة لأنها من أجندة ينفذها لطن الجزائر أكبر من ذلك، وستؤدب المغرب بطرق مختلفة، وفق تعبيره.