قبل اكتشاف القبر الأصلي.. مقبرة فرعونية نسبها الأثريون إلى توت عنخ آمون
نمر في هذا اليوم؛ بذكرى اكتشاف القبر الملكي - الأكثر شهرة على الإطلاق على مستوى العالم، وهو قبر الملك المصري توت عنخ آمون، والذي تم اكتشافه في 4 نوفمبر من العام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
وقبل هذا الاكتشاف الكبير بنحو 15 عامًا، تحديدا في عام 1906، كان عالم الآثار إدوارد آرتن، ويرافقه المستر ثيودور دافس، أحد الأثرياء الأمريكان، المهتمين بالآثار، والتنقيب في رحلة بحث وتنقيب بوادي الملوك، قبل أن يلفت أنظارهم حجر كبير، واستشعروا أنه موضوع عن عمد، فقرروا إزاحته؛ ليعثروا خلفه على كأس مصنوعة من القيشاني لونها أزرق، ومدون عليها اسم الملك توت عنخ آمون.
وتوقع الاثنان أن يكون هذا هو مكان دفن الملك توت عنخ آمون، وأنهما على مقربة من اكتشاف مقبرته، لكن لم يعثروا على أي شيء جديد في ذلك العام، وفي العام التالي تم العثور على مدفن بالقرب من مكان الصخرة، وبعد أعمال تنقيب وصلت إلى 25 قدمًا في صحراء وادي الملوك، وتم العثور على غُرفة منحوتة في الصخور، تمتلئ بالطمي الذي خلفه الفيضان عبر السنين.
وبعد جرد تلك الغرفة، وإخلاء الطمي الكثيف الذي كان بداخلها، عُثر على تمثال صغير مصنوع من الألبستر، وبقايا صندوق، كانت قد ساءت حالته بفعل المياه، بداخله رقائق ذهبية، نُقش عليها صور تمثل الحروب، ومختومة بختم الملك توت عنخ آمون، ووجدوا أختامًا لزوجته أخيسنامون.
كما وجدوا أيضًا داخل تلك المقبرة أختامًا للكاهن إي وزوجنه تي، وكان «إي» قد خلف توت عنخ آمون، لكن لم يترك له حور محب الفرصة، وانتزع منه الملك، وأسس الأسرة التاسعة عشرة.
اكتشافات أكدت نسبة المقبرة إلى توت عنخ آمون
وعُثر أيضًا على مقربة من هذا المكان على بئر، ووجدوا بها العديد من القطع والأواني الخزفية، وبقايا طوق يستعمل في التأبين والجنازات، وكان أحد تلك الآنية مُغطى بغطاء من القماش، ومنقوشا عليه اسم توت عنخ آمون.
وظلّ علماء الآثار، يعتقدون أن هذا هو قبر توت عنخ آمون، وأن ما تم اكتشافه هو الأشياء التي تبقت من ممتلكاته، وأنه نُهب بمرور السنين، كغيره من القبور في الوادي، حتى اكتشف كارتر القبر الأصلي، وحدثت الضجة الكبرى بهذا الاكتشاف الضخم، والذي ما زال إلى الآن، أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ.