بمناسبة عيد النصر المظفر
إننا اليوم نحتفل بمرور عام على النصر المظفر الذي حققته دولة أذربيجان في تحرير أراضيها المحتلة من قبل جمهورية أرمينيا خلال الحرب الوطنية والتي استغرقت 44 يوما، وأسفر عن هزيمة الجيش الأرميني والتوقيع على الوثيقة الاستسلامية.
ولا يخفى على أحد أن عام 2020 كان عاما معقدا لجميع الدول في العالم. كان للوباء والأزمة الاقتصادية العالمية تأثير خطير على الوضع الاقتصادي لمعظم البلدان واضطرت البلدان إلى تأجيل السياسات واسعة النطاق وتحقيق التوازن في الإنفاق. ومع ذلك، على الرغم من جميع الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأضرار المادية التي سببتها الحرب والتكاليف المالية العديدة والمتنوعة للحرب، فقد قامت جمهورية أذربيجان وشعبها بحماية أنفسهم من العدوان الأرميني الغاشم في سبتمبر 2020، بل شنت هجومًا مضادًا لتحرير أراضيها المحتلة منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا.
في هذا الصدد، نحن ملزمون بالتذكير بأن القيادة السياسية والعسكرية الحالية لأرمينيا على مدار العامين الماضيين قد اتخذت خطوات عن قصد لتصعيد الوضع حول النزاع. وتضمنت هذه الخطوات تصريحات استفزازية وإجراءات أخرى قوضت بشكل خطير عملية التفاوض وأدت إلى طريق مسدود. كما تضمنت العديد من الإجراءات العملية لتعزيز النتائج غير القانونية لعدوان أرمينيا على أذربيجان واستمرار الاحتلال العسكري لأراضي أذربيجان المعترف بها دوليآ.
والحقيقة أن السياسة الأرمينية وتصريحات مسئوليها كانت السبب وراء إفشال كل جهود مجموعة مينسك المنبثقة من منظمة الأمن والتعاون الأوروبى على مدار الثلاثين عامًا الماضية، لتذهب كل جهودها من أجل إحلال السلام هباءً، وتظل القضية تتصاعد بين الحين والآخر وصولا إلى شهر يوليو 2020، حينما هاجمت القوات المسلحة الأرمينية منطقة "توووز" على حدود الدولة بين البلدين بعيدًا عن خط التماس ومنطقة قاراباغ. ولكن الرد العسكري القوي للقوات المسلحة الأذربيجانية منع العدو وأجبره على الانسحاب. وقد تكرر هذا العدوان الأرمينى مرة أخرى في 27 سبتمبر 2020، حينما هجمت القوات المسلحة الأرمينية على منطقة فضولي وإقليم قاراباغ. وكان الغرض الأساسي من وراء هذا الهجوم هو استرداد بعض المرتفعات الاستراتيجية مثل "لالاتابا" التي خسرتها أرمينيا في حرب لأربعة أيام التي وقعت بين البلدين في أبريل 2016.
وغني عن القول، إن الهجوم الذي بدأه الجانب الأرميني والاستفزازات التي ارتكبها في 27 سبتمبر 2020، أدت إلى نفاذ صبر أذربيجان التي بدأت قواتها المسلحة بالرد على هذا الهجوم في حرب استمرت 44 يومًا، أسفرت في النهاية بعد انتصار أذربيجان عسكريًا عن توقيع بيان مشترك بين رئيسي جمهورية أذربيجان والاتحاد الروسي ورئيس الوزراء الأرمينى. ويعد هذا البيان الموقع بين الأطراف الثلاثة وثيقة تاريخية مهمة تؤكد على استسلام الجانب الأرميني، الذي حاول مرارًا وتكرارًا الاعتداء على الأراضي الأذربيجانية ومحاولاته المستمرة لتغيير تركيبتها الجغرافية والديموجرافية، في حين كانت تصر أذربيجان على انتهاج السلام الدائم في المنطقة وتدعو أرمينيا إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وتفضل أذربيجان دائمًا التعايش السلمي وحسن الجوار، من خلال دعوتها المستمرة لأرمينيا للاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي الأذربيجانية طبقًا لحدود الدولة المعترف بها في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ولكن أرمينيا رغم هزيمتها في الحرب، لم تستجب لدعوة أذربيجان بعد.
هكذا، أعادت جمهورية أذربيجان العدل وأحكام القانون الدولي، ونفذت قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة (822-853-874-884 ) بشأن النزاع حول قاراباغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان، وتصرفت بناء على ميثاق المنظمة، ويعترف البند الـ51 بحق كل دولة في الدفاع عن النفس، وبالتالي استعادت وحدة أراضيها من خلال استخدام كل الوسائل الدولية.
ومن هذا المنطلق، قدمت أذربيجان في حربها الأخيرة درسًا ملهمًا لكل الشعوب المحتلة أراضيها، بأن الإصرار على الحق، والإعداد الجيد للدولة، والبناء المجتمعي المتماسك، هي مقومات رئيسة في مسيرة النصر.
نهاية القول إن أذربيجان أثبتت للعالم أنها دولة قادرة على حماية حدودها، وصون سيادتها، واحترام تعهداتها، والعمل على نهضة شعبها بإذن الله تعالى، فلها كل التحية والتقدير لقيادتها ولشعبها؛ وسلام على شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن.
تحيا أذربيجان! قاراباغ هي أذربيجان!