الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ماذا يحدث في إثيوبيا ولماذا استدعى آبي أحمد العسكريين السابقين.. القصة الكاملة؟!

الحرب في إثيوبيا
سياسة
الحرب في إثيوبيا
الجمعة 05/نوفمبر/2021 - 11:27 م

ما يقرب من العام على بدء الصراع والحرب في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والجيش الإثيوبي من جهة وجبهة تحرير تيجراي من جهة أخرى، لكن زادت حدتها خلال الأيام الأخيرة بعد زحف مسلحي تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا، وإعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حالة الطوارئ واستدعاء العسكريين السابقين.

ووسط تساؤلات حول نتائج هذه الحرب التي تضيق الخناق على رئيس الوزراء الإثيوبي وحكومته، خاصة بعد تشكيل تجمع من 9 جماعات منهم تيجراي في واشنطن لمواجهة آبي أحمد، تبقى أسباب هذا الصراح وتاريخه تحمل العديد من الغموض بالنسبة للعالم، خاصة المنطقة العربية، فما هي أسباب الأزمة وما هي قوميات إثيوبيا خاصة تيجراي وما علاقتها بالصراع المستمر في إثيوبيا التي تعد ثاني أكبر الدول الإفريقية من حيث عدد السكان؟.  

حسب دائرة المعارف البريطانية، فإن إثيوبيا تتكون من تسعة أقاليم عرقية ذات حكم ذاتي، بالإضافة إلى التمايز اللغوي الذي يعد من أبرز أسباب الخلافات في البلاد، حيث يوجد في هذا البلد نحو 100 لغة يمكن تقسيمها إلى 4 مجموعات لغوية رئيسية هي السامية والكوشية والأومية وجميعها من الأسرة الآفرو آسيوية، كما أن هناك مجموعة رابعة تنتمي إلى النيلية وهي جزء من أسرة النيل الصحراء اللغوية.  

وتشكل قومية التيجراي نحو 6.1 في المئة من الشعب الاثيوبي وأغلبهم يعيش في شمال إثوبيا، وهم مولعون بالشعر والألغاز وقصص التسلية، حيث كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أقوى أطراف الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لسنوات عديدة، لكن رئيس الحكومة الفيدرالية آبي أحمد، كبح نفوذها بعد توليه رئاسة الوزراء عام 2018.

تدهور العلاقة بين تيجراي آبي أحمد 

وبدأت العلاقات في التدهور بين تيجراي وآبي أحمد قبل عام من الآن، بعد أن حل رئيس الوزراء الإثيوبي الائتلاف الحاكم، الذي كان يتألف من عدة أحزاب إقليمية عرقية، وأعلن عن دمج الأحزاب في حزب وطني واحد أطلق عليه حزب الرخاء، لكن جبهة تحرير تيجراي رفضت الانضمام إليه.
ومنذ ذلك الوقت أعلن قادة الإقليم عن تعرضهم لعمليات تطهير ووجهوا له اتهامات بالفساد، مؤكدين أن آبي أحمد زعيم غير شرعي، لأن ولايته انتهت عندما أرجأ الانتخابات الوطنية بسبب جائحة فيروس كورونا. 

وتزايد الخلاف في سبتمبر 2021 بعد أن تحدت الجبهة الحظر المفروض على الانتخابات على مستوى إثيوبيا وأجرت انتخابات للإقليم، وأجرت تصويتا أعلنت الحكومة المركزية أنه غير قانوني. 

واستمر الصراع بين آبي أحمد وتيجراي خلال الفترة الماضية، ما تسبب في تعرض المدنيين في تيجراي للعنف الوحشي والمعاناة، وقد كشف فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة عن العديد من الانتهاكات والتجاوزات قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مع وجود "أسباب معقولة" للاعتقاد بأن جميع الأطراف في النزاع ارتكبتها بدرجات متفاوتة. 

وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، وسط نقص مستمر في إيصال المساعدات إلى تيجراي، خاصة في ظل طرد رئيس الوزراء الإثيوبي 7 مسؤولين أممين كبارا عاملين في حقوق الإنسان بتهمة دعم جبهة تحرير تيجراي.  

وعلى مدار الأيام الماضية شن الجيش الإثيوبي أكثر من 6 ضربات جوية على منطقة تيجراي تسبب في مقتل مدنيين، لكن إثيوبيا أكدت أنها تستهدف من خلال هذه الضربات مناطق تسليح للجبهة التي تصفها بالمتمردة.  

تيجراي تسيطر على مدن استراتيجية وآبي أحمد يلجأ للطوارئ

وردت جبهة تحرير تيجراي بالتقدم والزحف نحو أديس أبابا، والسيطرة على عدة مدن قريبة من العاصمة منها مدينتي كوبولشا وديسي الاستراتيجيتين الواقعتين في إقليم أمهرة شرق إثيوبيا، ما دفع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر ودعوة المواطنين في العاصمة لحمل السلاح ضد تيجراي واستدعاء العسكريين المتقاعدين وهو ما أثار قلق العديد من الدول العالم التي اتخذت إجراءات عقابية ضد أبي أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام. 

تحالف من 9 جماعات إثيوبية ضد أبي أحمد

وتزايدت حدة الصراع بعد إعلان 9 جماعات إثيوبية عن توقيع اتفاقا لإنشاء تحالف جديد مناهض لحكومة أديس أبابا التي يرأسها أبي أحمد، بالإضافة إلى تحالف بين مسلحي جبهة تحرير تيجراي وجيش تحرير إقليم أورومو، ما اعتبره خبراء خطوة كبيرة لإسقاط أبي أحمد.  

وقال التحالف المؤلف من تسع فصائل مناهضة للحكومة الإثيوبية، الجمعة، إنه يهدف إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، سواء بالقوة أو بالمفاوضات وتشكيل حكومة انتقالية، وهو ما استنكرته الحكومة الإثيوبية التحالف ووصفته بأنه عمل دعائي وقالت إن بعض الجماعات فيه لها تاريخ من العنف العرقي. 

استدعاء قوات الاحتياط

وفي المقابل، استدعى الجيش الإثيوبي قوات الاحتياط، ودعا العسكريين السابقين إلى التسجيل والمشاركة في العمليات العسكرية، لوقف زحف قوات تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا.

وذكرت مجلة أديس ستاندارد الإثيوبية، أن الجيش دعا للعسكريين السابقين  اللائقين بدنيا إلى التسجيل خلال الفترة من 10 إلى 24 نوفمبر الجاري.

ونتيجة هذا الصراع في تيجراي أجبر العنف ما يقرب من 3 ملايين شخص على الفرار من ديارهم، بينما يحتاج أكثر من 5 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وفي منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، هناك تقديرات بأن 1.5 مليون شخص آخرين بحاجة إلى مساعدات طارئة، حسب بيان سابق للاتحاد الأوروبي.  

وطالبت عدة دول على رأسها أمريكا والسعودية رعاياها بمغاردة إثيوبيا بسبب الحرب الدائرة هناك. 

أورومو أكبر عرقية في إثيوبيا

وتيجراي ليست القومية الأكبر في إثيوبيا، لكن هناك قوميات أخرى لها الأغلبية، مثل قومية الأورومو التي تتركز  في أوروميا بوسط إثيوبيا ويشكلون نحو 34 % من عدد السكان البالغ نحو 103 ملايين نسمة، وهم يتحدثون اللغة الأورومية، ويعملون بالزراعة والرعي. 

ويعد الأورومو أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا ويشكون منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش، ما دفعهم أيضا للاحتجاج ضد الحكومة في عام 2015 بسبب نزاع بين مواطنين غالبيتهم من عرقية أورومو والحكومة حول ملكية بعض الأراضي، ولكن رقعة المظاهرات اتسعت لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف، ثم احتجت مرات أخرى في عهد أبي أحمد.

أمهرة وصومالية  

وتأتي قومية الأمهرة في المرتبة الثانية من حيث العدد في إثيوبيا، ويتحدثون اللغة الأمهرية، وهي اللغة الرسمية للجمهورية الاثيوبية، ويشكلون نحو 27 % من عدد السكان، وحسب المعتقد التقليدي فإن أصول الأمهرة ترجع إلى سام الابن الأكبر لنوح الذي وردت قصته في العهد القديم. 

وتساوي القومية الصومالية عدد تيجراي، حيث يشكل الصوماليون أيضا نحو 6.1 % من تعداد الشعب الإثيوبي، وهم يتركزون في منطقة أوجادين كما ينتشرون في أنحاء البلاد. 

وبالإضافة إلى أورومو وأمهرة وتيجراي وصومالية، هناك قوميات أخرى أصغر في إثيوبيا مثل الجوراج والولياتا وعفار وهادييا وجامو وغيرها. 

وإثيوبيا هي أول الدول الإفريقية التي تنال استقلالها، وثاني أكبر دول القارة السوداء بعد نيجيريا من ناحية عدد السكان الذي يزيد عددهم عن 115 مليون نسم، وعانت من العديد من موجات القحط والمجاعات، كما شهدت حربًا أهلية وصراعًا حدوديًّا مع أريتريا في القرن الماضي. 

ويعد منصب  رئيس الدولة في إثيوبيا منصبا شرفيا، وتتولى المنصب حاليا سهلي ورق-زودي، وهي أول امرأة تتولى المنصب بعدما اختارها البرلمان الإثيوبي في 25 أكتوبر 2018، ويتم انتخاب الرئيس لمدة ست سنوات من قبل البرلمان ويمكن إعادة اختياره لفترة جديدة. 

وتقع السلطة التنفيذية في يد رئيس الوزراء الذي يتولاه حاليا أبي أحمد وذلك منذ أبريل 2018، ويتولى ديميكى ميكونين منصب نائب رئيس الوزراء منذ نوفمبر 2012، ويتم اختيار رئيس الوزراء من قبل الحزب الفائز بالأغلبية في مجلس النواب، وبالنسبة لمجلس الوزراء يختارهم رئيس الوزراء ويوافق عليه مجلس النواب.

الحرب مستمرة  

وتستمر الحرب بين أبي أحمد ومسلحي تيجراي وأورومو مع مطالبات دولية بحل الأزمة عبر الحوار من جميع الأطراف، وسط توقعات بسقوط الحكومة الحالية خاصة في ظل العقوبات الدولية وتقدم تيجراي نحو العاصمة. 

تابع مواقعنا