كيف اكتشف أحمد تيمور باشا دار ابن لقمان سجن لويس التاسع؟
أحمد تيمور باشا هو الأديب الكبير، والمفكر المصري الرائد، المولود في 6 نوفمبر من العام 1871، ويعد من الرواد الأوائل لفن الرواية العربية، والتي لم تكن معروفة لدينا إلى في مطالع القرن العشرين.
ولد تيمور في القاهرة، ونشأ لأسرة ثرية، فوالده إسماعيل باشا تيمور، من الأعيان، وكان رئيس ديوان الخديوي إسماعيل، وبسبب وفاة والده المبكرة، تولت أخته الكبرى تربيته، والتي كانت من المعروفين بدورهم في الحياة الثقافية والاجتماعية، عائشة تيمور، إحدى زعيمات الحركة النسوية التحررية.
كان أحمد تيمور باشا، ينظم بشكل دوري المجالس والندوات، والتي كانت شهيرة جدًّا في عصره، حيث شارك فيها العديد من أعلام الفكر العربي والإسلامي في ذلك الوقت، على رأسهم الشيخ المجدد محمد عبده، والشاعر الكبير إسماعيل صبري، وأيضا طاهر الجزائري، وحسن الطويل، والشيخ محمود الشنقيطي، والسيد محب الدين الخطيب، وغيرهم.
مجالس تيمور باشا.. محور اهتمام أدباء العصر
كانت تعقد تلك الجلسات في درب سعادة، في منزله الواقع بباب الخلق، أو قصره في الزمالك، وكانت جلساته محل اهتمام النقاد والأدباء والمفكرين من كافة أنحاء الوطن العربي، وكان أحمد تيمور يسرد العديد من الأمور التي مر بها، منها سرده قصة اكتشاف دار ابن لقمان، والتي قال فيها، إنه لما وصل إلى المنصورة، رغب في تحقيق مكان دار ابن لقمان، وكنت متخيلا لموضع الأثر لما لدي من معلومات استقيتها خلال قراءاتي.
قصد أحمد تيمور مسجد الموافي، والذي يقع في إحدى الميادين الكبيرة، به حديقة مسماه حديقة الموافي، فجعل جهته الشمالية الغربية على يمينه، حتى وصل إلى آخرها، وانعطف إلى الطريق الموصل إليه، وبعد المشي قليلا واجه الباب، وكان أعلاه لوحان من الرخام، وضعتهما لجنة الآثار، إحداهما بالعربية والآخر بالفرنسية، وحين دخوله، وجد ما خلف الباب مطابق لما وصفه صابر باشا في تقريره الذي اطلع عليه.
تفحص أحمد تيمور الدار بشكل جيد، وتبين له أن غالبية الدار هدمت أو جددت، وفي الجزء الجنوبي، وجد غرفة، لها نافذة وباب على الطريق، وكانت فيما يروى موضع اعتقال الملك الفرنسي، وهي التي زارها البارون تيلور، وتوصل في الأخير، إلى أن الدار الموجودة ليست هي دار ابن لقمان، وإنما جددت في عهد الوزير فخر الدين بن إبراهيم بن لقمان، والتي كان سجن فيها من قبل لويس التاسع، بحراسة الطراشي صبيح.