خبراء علم نفس واجتماع: عثرنا على لقاح لـ كورونا وأغفلنا البحث عن علاج للجريمة
جريمة الإسماعيلية هزت مشاعر المصريين ليس لبشاعتها فقط وتعقيد تفاصيلها، إنما لتسجيلها مرئيًا بالهواتف المحمولة، من قبل المارة والسكان، الذين وقفوا مكتوفي الأيدي عاجزين على كثرة أعدادهم عن التصدي للمجرم وإنقاذ الضحية، من يد سفاح رفع أسلحته البيضاء، وانهال بها ضربًا وطعنًا وذبحًا، فقد جن جنونه، حتى فصل رأسه عن جسده، وتجول ويطوف بها فرحًا منتصرًا من وجهة نظره، بعدما أردى الضحية قتيلًا بلا رأس، ونفّذ الجريمة التي خطط لها.
قطع رأس ضحية الإسماعيلية
حادث الإسماعيلية وقع وسط عشرات الأشخاص، الذين اكتفوا فقط بتصوير جريمة الإسماعيلية، والركض من أمامه والابتعاد عن طريقه، واكتفوا رجالهم بالمشاهدة ونسائهم بالصراخ والعويل، حتى أن البعض من شدة الموقف ارتسمت على وجهه علامات الابتسام، وكأنه فاز بمشاهدة جريمة بشعة على الهواء مباشرة.
جريمة قطع رأس رجل بالإسماعيلية والطواف بها، هي الأعنف والأبشع من نوعها، في عصرنا الحالي، أحيط بها الغموض حول دوافع ارتكابها، وطريقة القيام بها، وأسباب تخاذل مشاهديها وامتناعهم عن إيقافها، ولم يتفق علماء النفس أو الاجتماع عن الشعور الذي قاد المتهم لارتكاب فعلته.
التحليل الاجتماعي
من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع عندما أصيب بجائحة كورونا بحث عن لقاح لمقاومتها، بينما لم ينتبه للجرائم ولم يتخذ أي خطوات للحيلولة دون وقوعها.
ولفتت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خلال مداخلة هاتفية مع الدكتور محمد الباز، في برنامج آخر النهار المذاع عبر فضائية النهار، إلى أنها قبل 5 سنوات كتبت مقالا بعنوان "انتبهوا أيها السادة"، لتحذر من الأسباب التي أدت لزيادة الجرائم، قائلة: الجرائم من صنع أيدينا لم تأت من الهواء، فهل تنبهنا للجرائم وعملنا مسلسلات وبرامج محترمة موجهة للشباب تنفر من الجريمة، خاصة أن أكثر من 60% شباب.
وحثت سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الآباء والأمهات، على متابعة أبنائهم ومعرفة من هم أصدقائهم وأماكن وجودهم، متسائلة: "أين مجلس الآباء؟ لماذا لا يجتمع ويقوم بدوره لتقويم للأبناء بدلا من تحولها لاجتماعات سورية".
التحليل النفسي
أما الدكتور وليد هاني، استشاري الطب النفسي، قال إن جريمة قطع الرأس التي حدثت اليوم بالإسماعلية ترجع لعدة أسباب من بينها نمط المعيشة واستعمال الأسرة للطرق جديدة غير مناسبة للتربية كالضرب والإهانة.
أضاف الدكتور وليد هاني في تصريحات خالصة لـ القاهرة 24، أن أسباب انتشار مثل هذه الوقائع داخل الشارع المصري، يرجع لتعاطي المواد المخدرة والتي تسجل مصر خلالها 21 مليون شخص ما بين متعاطي وبائع ومُشتري، فهذه النسب يرتب عليها انتشار الجريمة.
أضاف إلى أن الشخص الذي ارتكب جريمة ذبح شاب بالإسماعلية ربما يكون شخصا ساديا وغير متزن نفسي، ويتمتع بتعذيب من قبل الأسرة أو يكون شخص معقد، بسبب عدم انعدام الرعاية والاهتمام منذ الصغر.
اختتم الطبيب أنه لا بد من تكاتف أجهزة الدولة يدًا بيد للحد من انتشار الجريمة، والبحث عن علاج لها كما بحثتنا عن علاج لفيروس كورونا.