الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كنز للدولة والباحثين.. معلومات جديدة حول المنطقة الأثرية المُكتشفة أسفل أرض كلية العلوم بالإسكندرية

القاهرة 24
محافظات
الأحد 07/نوفمبر/2021 - 12:26 م

مدينة كاملة من مدن الإسكندرية القديمة عثر عليها، خلال عملية حفر في الأرض التابعة لكلية العلوم، بطريق شارع أبو قير بوسط الإسكندرية.

أسفرت عملية الحفر عن اكتشاف خبايا أثرية، لواحدة من أقدم أحياء الإسكندرية التي يرجح أنها لحرفيين، ما يعد كنزا كبيرا لدارسي تطور الفنون الصغري، ويعتبر هذا الاكتشاف هو بداية تمهيدية لسلسلة من الخبايا الأثرية القديمة.

وكان القاهرة 24، قد نشر في تقرير صحفي سابق معلومات حول هذا الاكتشاف الأثري النادر، وذلك 
بتصريحات خاصة من الدكتور إبراهيم مصطفي إبراهيم، مدير آثار حي وسط الإسكندرية، وفي هذا التقرير نستكمل معلومات أخرى عن المنطقة المُكتشفة وأهميتها ودلالاتها التاريخية.

 

بداية، أوضح الدكتور إبراهيم نقاط هامة حول هذا الكشف الأثري، مؤكدا أنها مدينة بُنيت بالكامل على أطلال مدينة أقدم منها، والتي بنيت أيضا على أطلال أقدم، وهكذا مرورا بفترات زمنية وعصور تاريخية متلاحقة وصولا إلى العصر البطلمي.


أشار مدير آثار حي وسط، أن هذا الاكتشاف يعد بداية لسلسلة أخرى من الاكتشافات، حيث إن مساحة أرض كلية العلوم تتخطى 17 ألف متر مربع، ومن المنتظر استكمال أعمال الحفائر في قطعة أخرى إلى الشرق من القطعة الأولى بمساحة 2770 مترا، والتي من المتوقع أن  تسفر عن مزيد من الاكتشافات.


ولفت إبراهيم أنه من المعروف أن المنطقة الشرقية من الإسكندرية انتشرت بها معسكرات للجنود المرتزقة، كما عثر فيها في أواخر القرن الثامن عشر على مقابر نقابية، عرفت باسم مقابر الجنود المرتزقة، ولهذا السبب ظهرت تماثيل الإسكندر والمحاربين الأسطوريين بكثرة في اللقى التي عثر عليها بموقع كلية العلوم، حيث كانت تعد تمائم ضامنة لسلامة هؤلاء المحاربين في معاركهم.

وعن أبرز ما يميز الطابع العام لتخطيط المدن في العصر اليوناني الروماني الذي أظهره هذا الاكتشاف، فأشار مدير آثار وسط الإسكندرية، أن من خلال العثور على بقايا شارع رئيسي وأزقة فرعية، يتبين أن عملية تخطيط الضواحي المحيطة بالمدينة كانت تتولاها سلطة المدينة القديمة نفسها، حيث تم تجهيز نظام للصرف الصحي يتكون من مصرف عمومي مغطى ومُشيَّدا بكتل الأحجار تصب فيه مصارف فرعية من الشوارع الصغيرة ومن المنشآت المطلة عليها.

وأشار إبراهيم مصطفي إلى وجود إنشاءات لبالوعات لمياه الأمطار، بالإضافة إلي ذلك فقد اهتمت السلطات القديمة بتوفير المياه العذبة وتنظيم عملية الحصول عليها من خلال نظام ضخم من الآبار الأرتوازية التي كانت تستخدم في البداية لجلب المياه الجوفية علي أعماق كبيرة، ثم لاحقا تم عمل آبار أقل من حيث العمق لجلب المياه السطحية التي تعلوا مناسيبها في فترة الفيضان وفي فصل الشتاء بسبب الأمطار، حيث تم الاستغناء عن الآبار العميقة بسبب الزلازل المتكررة التي أدت إلى اختلاط ماء البحر المالح بالمياه الجوفية العذبة في الإسكندرية.

وكذلك تضمنت عملية التخطيط منظومة من الصهاريج لتخزين المياه، وهي عبارة عن أنفاق لها آبار تصل إليها علي مسافات منتظمة، وكانت هذه الصهاريج تغطى بطبقة من الملاط العزل؛ لضمان عدم تسرب المياه منها، كما كان يقوم على تنظيفها دوريا عاملون متخصصون بالنزول؛ داخلها عن طريق درجات منحوتة في جوانب كل بئر، وكانت هذه الصهاريج تملأ مرتين في العام مرة طوال فصل الصيف من خلال المياه السطحية التي تعلوا مستوياتها بسبب الفيضان، ومرة طوال فصل الشتاء من خلال مياه الأمطار ويتم الاعتماد على هذه المياه المخزنة في فصلي الربيع والخريف.

وتضمن الاكتشاف أيضا العثور علي كميات كبيرة من اللقي الأثرية وبخاصة تماثيل التيراكوتا، وهي الأعلى في القيمة الفنية، والمميز هنا هو العثور علي المئات من رؤوس التماثيل والتمائم والمنمنمات مثل نماذج الأواني النذرية، هو الأمر الذي دعي في البداية إلى الاعتقاد بالعثور علي محال لبيع هذه القطع في المنطقة.

ولفت مدير آثار الإسكندرية، أنه مع استمرار الأعمال تم الكشف عدد من قوالب صنع التماثيل والتمائم والتي أكدت وجود المحال، بالإضافة إلى وجود ورشة لتنفيذ وصناعة هذه القطع الفريدة، وهو ما يعتبر كنزا بالنسبة لدارسي تطور الفنون الصغري في مصر في العصرين اليوناني والروماني.

وما يؤكد أن الورشة تقع على أمتار من جنوب الموقع، هو أنه تم العثور على بقايا وأجزاء من تماثيل من الطين النيئ، بمعني أنها لم تدخل الأفران، بالإضافة إلي ذلك عثر على أجزاء من تماثيل بها أخطاء أمكن تبينها من خلال تكرار بعض الأشكال، مما يدل علي أنه الورشة احتوت مدرسة لتعليم صناعة تماثيل التيراكوتا.

وعن نوعية الأعمال الفنية المصنوعة من خلال الورشة، تبين أنها تتركز في نماذج الأواني النذرية التي تستهدف زوار الجبانة الشرقية الراغبين في شراء قرابين لتقديمها لذويهم المتوفيين في المقابر، بالإضافة إلي تماثيل الإسكندر والمحاربين الأسطوريين والتي كانت تستهدف الجنود المرتزقة الذين تمركزوا حول المنطقة.

كما تم العثور على تماثيل للمعبودات المختلفة والتي كانت تقدم كقرابين في المقابر مثل المعبود المصري "بس" والمعبود المصري "حربقراط" والمعبودات المصرية "ايزيس"،  بالإضافة إلي المعبودات اليونانية "ديونسيس" والموز المرتبطة بعبادته و"افروديت" و"ديميترا" و"أثينا"، فصلا عن تماثيل "التناجرا" والتمائم الجنسية الجالبة للخصوبة.

تابع مواقعنا