الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التونسية وفاء بوعتور: نهديات السيدة واو رؤية أدبية متفردة ونادرة التكرار | حوار

غلاف الديوان المثير
ثقافة
غلاف الديوان المثير للجدل
الأحد 07/نوفمبر/2021 - 09:15 م

* أواجه الإقصاء من الأوساط الثقافية واستهدافي من قبل المتطرفين وارد 

* أشتغل على النّهد غرضًا صوريّا ومادّة شِعريّة مُراوغة

* النهديات 4 دواوين شعرية صدر منها مجموعتان ويتبقى اثنتان

* أسأل منتقدي ديواني: عن أي حياء تتحدثون؟

 

منذ أيام أعلنت الكاتبة التونسية وفاء بُوعتُور عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أنها ستشارك في معرض تونس للكتاب بديوان عنوانه: «نهديات السيدة واو»، وأثار الغلاف جدلا كبيرا، بين معارض ومؤيد، فالمعارضون اعتبروا ما تكتبه وفاء بوعتور نوعًا من خدش الحياء والإسفاف الذي لا قيمة له ولا ينتمي للشعر ولا للأدب في شيء. 

أما المؤيدون الذين دافعوا عن الديوان فاعتبروه إبداعًا حقيقيًّا محملًا بالجمال الرمزي، بغض النظر عن الموضوع الذي يتناوله.

فيما دافعت الكاتبة وفاء بوعتور عن نفسها، ووصفت مهاجميها بأنهم يتشدقون بالجهل، وأكدت أنها تتعرض لحملة هجوم شعواء انتهت بغلق حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بعد بلاغات لإدارة فيس بوك من قبل المتابعين، حول هذا كله حاور القاهرة 24 الكاتبة وفاء بوعتور.

 

الغلاف المثير للجدل

 ما ردّك على المنتقدين لغلاف الدّيوان ويعتبرونه صارخًا وخادشًا للحياء؟

وهل يستوي مولود على وجه البسيطة بلا صرخة الدّهشة الأولى في فوّهة الحياة؟! طبعا غلاف الكتاب صارخ، صارخ ومختال وصاخب بالإباء، صارخ بالجمال النّافر ومشاعل الحرّيّة وسحر الانطلاقات المغايرة ولذاذة الاختلاف والتّجديد البهيج المؤذّن بانبجاس كائن أدبيّ جسور التّمرّد على سلطة القضيب والنّمطيّات وجبروت الموروثات ومحنّطات أحكامها الجنسانيّة والعقائديّة والتّعليبيّة البائسة، وحده هتك هيبة الضّاد والتعرّي من المجاز يُتوقّعُ منه أن يخدش حياء القرّاء، وأنا أزعم أنّ مجموعتي الشّعريّة المعنونة بـ«نهديّات السّيّدة وأو» أرخبيل من تلاطم المجازات البِكر ومُطلَق التّأويلات، فعن أيّ حياء يتحدّثون؟ وبأيّ جهل يتشدّقون؟

 

وفاء بوعتور

 

 لماذا سمّيتِ الدّيوان بهذا الاسم وجعلته يشير إلى شخصك فحرف واو هو الحرف الأول من اسمكِ؟

أجزم أنّ بنات فكري المشرئبّات من عنق الكتاب هنّ من رشّحن الحرف الأوّل في اسمي استجابة لمعاهدة أموميّة وقّعها الوفاء والعرفان والتّبجيل والإعجاب وسدّدتها اللّغةُ- الشّفاه، أمّا خلفيّة اختيار نهديّات فعائد لاشتغالي على النّهد غرضًا صوريّا ومادّة شِعريّة مبنيّة على الانزياح الإيحائي والمراوغات.

رواية شالوم للكاتبة وفاء بوعتور

 

أخبرينا أكثر عمّا يتناوله الدّيوان من الدّاخل؟

«نهديّات السّيّدة وأو » عنوان لأربعة دواوين شعريّة صدر منها حاليّا مجموعتان، باقة شعريّة أولى تضمّ 366 نهديّة وشطحة شعريّة، ثانية تضمّ 216 نهديّة في انتظار حزمتين أخريين، وتندرج هذه الرّباعيّة الشّعريّة المُقرّرة في نطاق مشروع فنّي ضخم أحلت إليه منذ الصّفحة الأولى لهذا المنجر تحت شعار تحدّي ألف نهديّة ونهديّة وهو طرح أسلوبيّ جديد للشِّعر النّثري أحيك فيه من حرير كلمة واحدة نهد ما جادت به قريحتي من فسيفساءات شعريّة حرّة الانسياب والرّوح والفكرة والبعد والأثواب.

وفاء بوعتور

 

ألا ترين أن هناك تناقضًا صارخًا في صورة الغلاف بين المكتوب الجريء وصورتك بجواره بالحجاب؟

     بل هناك انسجام لئيم العمق بين جرأة العنوان المشتقّ من مضغة "نهد" والنّهد - العضو الأنثويّ المقترن بالجنس في انتصابه المتنطّع على منصّة الغلاف، وكي لا يحيد أصحاب النّفوس المنسجنة في اللّاهوتيّات ومزاعم الأخلاقيّات عن أدبيّات النّقد الحرّ فوجب التّذكير بأنّ صورة الكاتبة بحجاب كانت أو بحمّالات متى حطّت رحالها على مطار كتاب فيُفترض أنّها قد تحوّلت من الذّاتيّة إلى لوحة فنّيّة مستقلّة الهويّة والأجنحة والقراءات.

لماذا اخترتِ هذا النّوع من الأدب؟ وكيف تردّين على من يرون أنّ من يكتب هذا النّوع من الأدب يقصد إلى الشهرة والأضواء؟

لا أحبّذ خنق أو اختزال أو تحنيط أدبي عمومًا وهذه التّجربة الشّعريّة خصوصًا في خندقة  النّوع. نهديّات السّيّدة واو رؤية أدبيّة ناضجة الوعي، متفرّدة، ونادرة الحدوث والتكرّر لقضايا الحبّ والجنس والدّين والسّلطة والوطن والجمال والحرّيّة والحياة والكونيّات، ولا يخطر لي أنّ أردّ على من يعتبرني أنتحي هذا النّهج في الكتابة على سبيل الشّهرة والأضواء قبل أن أتأكّد من مضاجعته للكتاب.

 

الكاتبة وفاء بوعتور

 

هل تعتقدين أنّ هناك إمكانيّة لتحرّك بعض المتطرّفين ضدّ شخصك أو تحرّك قضائي لمنع صدور الكتاب؟

لا مجال للحديث عن تحرّك قضائيّ لمنع صدور العدد الثّاني من الدّيوان لأنّ طباعته حُصِّلت وقُضِيت عن دار المغاربيّة لطباعة وإشهار الكتاب، وبرقم دوليّ تونسيّ رسميّ وقانونيّ الصّبغة، لكن أعتقد أنّ ترويجه هو الصّعب في ظلّ تسلّط وتغوّل وتسيّد بعض العصابات الثّقافيّة البراجماتيّة على السّاحة الثّقافيّة العربيّة، أمّا إمكانيّة استهدافي من بعض المتطرّفين فوارد وبقوّة إذ وردني منذ تنزيلي لغلاف منجزي الشّعري الثّاني على جدار بيتي الافتراضيّ واندلاع الهجمات النّاريّة والنّابيّة تهديداتٌ معلنة وسرّيّة بالتّحرّش والمضايقات والعنف المادّيّ والطّرد من الفضاءات الثّقافيّة العامّة كالمهرجانات والنّدوات والمعارض.   

 

وفاء بوعتور

         

هل هناك شيء تودّين إضافته ولم نسأل عنه؟

أودّ شكركم وتوجيه تحيّة لا تذبل أو تنسدل من الخضراء تونس لأمّ الدّنيا ونبْتِ طينها الأبيّ، طين معلّمي وأبي الرّوحيّ - الفنّيّ العظيم إدوار الخرّاط.

 

هلا ختمت لنا ببعض من الشعر

  كوكتال من النّهديّات

 

(من وراء الزّمن اللّاحق)

      شَفَةٌ نبقيّةٌ

     حُوشِيّةٌ...

 تضْرِبُ دماء نهدي

    وتَؤُزُّه...

 أزًّا ضَرُوعًا

   مُقنِتًا...

لا بُلُولَ منه

أو خَلاء 

   _____

غزيرًا كدمْعَة

ينامُ طِفْلٌ

على نهْدِ 

العِراق المشْنوق.

    ____

البرتقالة: 

نهدٌ مُنمَّشٌ...

حمّضته الأشواق!

____     

من كرم نهدي

يعصر عاشقا...

كُلَّ خلوة...

في كأس الغروب

ويسقيه لــِ:

   لشكسبير

والبؤساء

وبخلاء الجاحظ

والإخوة كارامازوف.

ومجانين السّيّدة واو!

____

صمتٌ وكُروم

ونورٌ يحوم...

وشَفَةٌ غيْبِيّة...

يغْلِي مَرَقُهَا...

على فخار نهدي

مثل...

لَحْنٍ قُدسيّ...

أو:

قواعد العشق الأربعون

_____

كان يصْفعُ نهدي

وِفقَ طَرَبٍ صُوفيّ

يُشبه سَكْرَة...

فأفيض!

____

هذا نهدي في جانب اللّيل

       هشّ....

       بشّ...

      خَضِل...

       ذَرِبٌ...

     حيّ اللّسان...

وادع إلى فروته في إبطِكَ...

يتنشّق حِمْضه التّرابيّ المُزّ

ويُكبِّرُ ماتِعًا:

هو الحبّ سيّد الأديان

_____

كان الزّمن مُتَغَضِّنًا

عَفِنًا... 

لا يتَعدَّى... 

قُفَّةَ عِظامٍ 

أوْ مبْغى

وكُنْتُ ألْحظُ... 

من طابِقِ كِتابٍ بارِق

عَلَم بلادي الشّاحِب

كأنّه في تدَلِّيهِ

نهدٌ بائس...

مفْتُوق...

لا طَعْم له

أو مغْزًى

 

تابع مواقعنا