العدوان الثلاثي.. كيف قهر صمود المصريين أطماع قوى الشر؟
نمر هذه الأيام بذكرى العدوان الثلاثي على مصر ومن ضمن ما حدث في هذا العدوان أنه في مثل أمس 7 نوفمبر من العام 1956، تم إيقاف إطلاق النار، بعد أن قاومت مصر وجيشها، وشعبها الباسل، نيران الدول الثلاث، إسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا.
وكان العدوان الغادر على مصر، قد بدأ من 28 أكتوبر، وكانت أولى علاماته، إرسال الحكومة الأمريكية، إنذارا إلى رعاياها في مصر، بأن يقوموا بإخلاء البلاد، والتوجه إلى المطارات، للمغادرة، وذلك لعلمها المسبق، بتجهيز الدول الثلاث، جيوشها من أجل مهاجمة مصر.
وفي يوم 30 أكتوبر، فوجئت القوات الحدودية المصرية باختراق الحواجز والتحصينات على حدود سيناء، واقتحام الجيش الإسرائيلي بكامل قوته وأسلحته، بعد ساعات قليلة، ظهر السيد إيدن رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، ليوجه إنذارا خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، لكل من مصر وإسرائيل، مفاده بأن تسحب الحكومة المصرية، والإسرائيلية، تسحب قواتهما لتحل مكانهما قوات بريطانية، في بور سعيد والإسماعيلية، والسويس.
تدخلت بالفعل بريطانيا وفرنسا، لأن مصر لن تتراجع، وهذا بديهي، وهذا ما كان مخطط له حسب الخطة الساذجة التي وضعوها، وكانت تقتضي باحتلال مصر في غضون تلك الحرب الغادرة، وإسقاط الحكومة، وإحلال حكومة أخرى متعاونة مكانها، حتى تستطيع بريطانيا إملاء شروطها عليها بأريحية.
منيت قوات الاحتلال وعلى رأسهم الأسطول البريطاني في هذه الحرب، بخسائر عملاقة، مادية وعسكرية، فقد دمرت الصواريخ المصرية الكثير من سفن الأسطول العملاق، الذي هاجم سواحلنا المصرية، وردع شعبنا الباسل القوات البرية في السويس وبورسعيد والإسماعيلية، وأرهق جيشنا قوات العدو على كافة المستويات، وكانت حكومة إسرائيل وقتها، قد أعلنت لشعبها بأن سيناء أصبحت لهم بشكل لا رجعة فيه.
إنجازات متوالية
نتائج هذه الحرب كانت باهرة، فقد تقلص النفوذ الأجنبي في مصر، والشرق الأوسط، وقد تلقت حكومة مصر، الدعم المعنوي الكبير، الذي جعلها تتقدم في طريقها نحو بناء عصر جديد، وتوالت الإنجازات بعده، فبني السد العالي بالسواعد المصرية، واشتد الاقتصاد، كما زالت الاتفاقية التي وقعتها مصر مع بريطانيا في وقت سابق، من عام 1954، والتي أوصت على جلاء القوات البريطانية خلال 20 شهر، وكانت القوات البريطانية وقتها 83 ألف جندي، وتسمح بالتدخل العسكري، إذا استدعى الأمر ذلك.