حكاية السني.. أشهر صانع فخار رفض الجنسية الأمريكية وحصل على شهادة من الاتحاد الأوروبي
لكل إنسان قصته التي ربما تكشفها تقلصات الوجه والتعب الواضح على الجسد، ورغم كل شيء لا يتوقف عن العمل، ما أن تدخل مدينة الفواخير المصرية الجديدة حتى يخطفك تقاسيم وجه الشيخ كرم السني أحد أمهر صناع الفخار، التي أصبح من النادر وجود صانعيها الفترة الأخيرة على الرغم من نشأتها منذ أيام الفراعنة حتى يومنا هذا وظل المصريون يتوارثونها جيلا تلو الآخر، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يشرب من الأواني الفخارية.
يبلغ السني 63 عاما، ورث الصنعة عن أجداده، فنشأ في أحضان المهنة صبيا وبدأ التعلم، حتى لم شمل هذه الحرفة، وبدأ في التنقل إلى المعارض، حتى رأته أحدى المعجبات بهذا النوع من الفن، وكانت تشتري منه ما يصنعه، حتى عرضت عليه السفر معها إلى أمريكا، وتحملت كامل تكلفة سفره، وعندما وصل إلى أمريكا بدأ في التنقل بين المعارض.
صانع الفخار الأشهر داخل المدينة كشف لـ القاهرة 24، تفاصيل رحلته إلى أمريكا فيقول: عرضوا عليا فيلا وعربية ورفضت، لأنني شعرت بأن الأمريكان يستغلون خبرتي ليتعلموا هذه الحرفة لكني فضلت العودة إلى مصر لأعلم أجيال أخرى حتى يتوارث هذه الصنعة الأجيال القادمة.
وأوضح السني أنه حصل على شهادة من الاتحاد الأوروبي، قائلًا: استطعت تخزين الدخان داخل قطعة الفخار لمدة 10 أيام بعد عدة تجارب، وتم عرض هذه التجربة بأحدي المعارض الأوربية، وبعد هذه التجربة قام المشرفين على العرض من دول الاتحاد الأوروبي بإعطائي شهادة خبرة في صناعة الفخار.
ويشير السني خلال حديثه إلى أنه كان واحد من بين 200 حرفي لهذه الصنعة بقرية الفواخير وتوفى منهم 188 حرفيا ولم يتبقى سوى 12 وأصبحت مهمتهم الأساسية تعليم الصغار هذه الحرفة حتي يصل يتوارثها الصغار كما توارثتها الأجيال عن الفراعنة.
وأكد الثني أن بقاء هذه الحرفة يعني بقاء الفراعنة، مشيرًا إلى أن الآثار الموجودة بمتحف الحضارة، لا تختلف كثيرًا عما يستطيع فعله الحرفيين بمدينة الفواخير بالفسطاط.