البحوث الإسلامية: البحث عن القواسم المشتركة بين أتباع الرسالات السماوية مطلب إنساني وضرورة حياتية
شارك الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية الدكتور سعيد عامر في فعاليات احتفال بيت العائلة المصرية بمرور عشر سنوات على إنشائه، بمقر مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر؛ بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضرس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من قيادات الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.
وقال عامر، في كلمته التي ألقاها في إحدى جلسات المؤتمر، إننا نعيشُ اليومَ في عالَمٍ شديدِ القسوةِ، يكادُ يكونُ خاليًا مِن العواطفِ والرحمةِ؛ ولذلكَ أصبحَ البحثُ عن القواسمِ المُشْتَرَكةِ بينَ أتباعِ الرسالاتِ السماويةِ مطلبًا إنسانيًا وضرورةً حياتيةً؛ لا سيما مع وجودِنا في عالَمٍ سقطتْ فيهِ الحواجزُ، وازدادتْ فيهِ حاجةُ الإنسانِ لأخيهِ الإنسان.
أضاف عامر أنه مِمَّا ينبغي التنبيهُ إليهِ أنَّ الرسالاتِ السماويةَ رحمةٌ للناسِ وبركةٌ على الخلقِ، فقدْ ارتفعَ فيها شأنُ العِلْمِ وسَعِدَتْ بهِ البشريةُ؛ وذلكَ لوضوحِ تلكَ الرسالاتِ ومتانتِها، مع موافقتِها للعقلِ والفطرةِ، وبُعدِها عن التعقيدِ والغموضِ والتكلُّفِ؛ لا سِيَّما أنَّ الناسَ قدْ وَجَدُوا فيها بُغْيَتَهُم وسكينةَ قلوبِهم وحلولَ مشاكِلِهِم، كما أمر اللهُ عز وجل أتباعَ الرسالاتِ السماويةِ ببناءِ العلاقاتِ فيما بينهم واحترامِ بعضِهِم بعضًا، وإبرازِ أوجُهِ التشابُهِ والاتفاقِ والتعاونِ والتكاملِ لتحقيقِ القِيَمِ المُشْتَرَكَةِ، معَ إقصاءِ أوجُهِ الاختلافِ والافتراقِ؛ ليتمكَّنَ أبناءُ المجتمعِ الإنسانيِّ من التفاهُمِ بدلًا مِن التناقضِ، ومِن الحوارِ بدلًا مِن الصِّراعِ، ومِن التوحُّدِ بدلًا مِن التفرُّقِ والتشرذُمِ، وحتى يعيشَ الناسُ في سلامٍ دائمٍ مع النفسِ ومعَ الآخرينَ، ولتعودَ للحياةِ بهجتُها وسعادتُها.
أوضح عامر أن القواسمُ المشترَكَةُ بينَ المسيحيةِ والإسلامِ كثيرةٌ؛ منها التعارفُ والتآلفُ والرحمةُ والسلامُ والتسامحُ والتناصحُ والإخاءُ والوِئامُ وحبُّ الأوطانِ، وتجويدُ العملِ، وامتثالُ العدلِ، والإقبالُ على فِعْلِ الخيرِ، بجانبِ نبذِ الشدةِ والغِلظةِ والبَغْيِ والعدوانِ والأنانيةِ والأثرةِ وكلِّ الشرورِ والفتنِ الأحقادِ والأضغانِ، وغيرها مِن القِيَمِ والفضائلِ والأخلاقِ الحميدةِ والمُثُلِ العليا الراقيةِ الرشيدةِ التي تَعُجُّ بها تعاليمُ الرسالاتِ السماويةِ.
وأشار عامر إلى أن الرحمةُ مِن الصفاتِ النبيلةِ التي دعت إليها كل الأديان السماوية، واهتمَّ بها القرآنُ الكريمُ وحثَّ عليها النبيُّ ﷺ أقوالًا وأفعالًا؛ ولذلك يَنبغيْ على المجتمعِ أنْ يَتَحَلَّى بالرحمةِ الخاصةِ والعامةِ؛ حتَّى يَعُمَّ الخيرُ والنفعُ وترتفعَ رايةُ الوطنِ والدينِ.