وزير التعليم الفرنسي السابق لـ القاهرة 24: أحضرنا عرضًا مميزا لمصر.. وتطوير التدريس تكنولوجيا مثير للاهتمام | حوار
عقد لوك شاتيل وزير التعليم الفرنسي السابق ومدير مؤسسة أوديسيه، اتفاقية مع النائب أحمد زكريا مدير المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة، وذلك في مقر السفارة الفرنسية بالقاهرة بحضور مارك باريتي السفير الفرنسي.
حاور القاهرة 24، وزير التعليم الفرنسي السابق لمعرفة تفاصيل الاتفاقية، ورأيه في نظام التعليم المصري، وإلى نص الحوار:
ما هي تفاصيل الاتفاقية؟
أوديسيه هي مؤسسة فرنسية للمدارس الدولية، لدينا في الوقت الجاري 15 مدرسة في العالم في أوروبا ببروكسل وبوخاريست وروما وأوروبا الوسطى وفي آسيا وكذلك إفريقيا.
نطمح القدوم أيضًا إلى هنا في مصر ونعتقد أن هناك حاجة ماسة لتطوير التعليم، وعليه قررنا أن نعقد اتفاق شراكة مع النائب أحمد زكريا والمدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة، التي ستدمج مؤسسة الأوديسيه لتصبح المدرسة أيضًا جزءًا من الشبكة الدولية، وعلى مدار الشهور المقبلة، سنشهد وجود مدرسة فرنسية داخل مخيم المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة.
كيف نصنع خليطًا بين التعليم الفرنسي والإنجليزي والمصري؟
هنالك حاجة لتعليم دولي في العالم بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة، وذلك بعد نجاح المدارس الفرنسية هنا ووجود طلب كبير على هذه النوعية من التعليم.
في أوديسيه، طورنا مفهوما جديدا وهو مدارس فرنسية بها خليط من الثقافات، حيث إنها تعتمد على نشر الثقافة الفرنسية وتلقي المعلومات الأساسية حول اللغة الفرنسية والأدب والفلسفة والمنطق.
لكن في نفس الوقت، نعتقد أننا نعيش جميعًا في عالم مفتوح، عالم دولي، والمدارس الدولية ستشهد نجاحا باهرا به. نعرض على تلاميذنا وأسرهم خليط بين النظامين وهو ما نُطلق عليه أفضل ما يوجد بالعالمين.
هل تعتقد أن هناك نقاطا مشتركة بين الثقافة الفرنسية والمصرية يمكن دمجها داخل النظام الجديد؟
بالطبع فمصر وفرنسا دولتان صديقتان منذ طويل الأمد، ونحمل احتراما كبيرا للتاريخ المصري، ولدينا شغف كبير بمصر فأنا مُحب كبير لمصر، وبالتالي فإننا نتعاون على الصعيد الثقافي والتعليمي وهو ما يعتبر جوهر تاريخ العلاقة بين مصر وفرنسا، لذلك أعتقد أن هذا المشروع سيتم تسجيله في قائمة الحب والشراكة التاريخية التي تجمع البلدين.
بصفتك مؤيدا لإحداث تغيرات جذرية منذ أن كنت وزير التعليم الفرنسي.. ما هي تطلعاتك من هذا المشروع في مصر؟
أعتقد أننا نجلب عرضًا تعليميًا، سيقابل باهتمام شديد من أولياء الأمور وهو عرض يستند بشكل رئيس على التعليم الأساسي والإنسانيات وتعليم التاريخ والثقافة ويؤهل الطلاب في نفس الوقت إلى عالم الغد.
عالم الغد سيرتكز على المهنية، وأن يعثر الطالب على الطريق الذي يرغب فيه والمهنة التي يرغب أن يمتهنها بطريقة صحيحة أيًا كان الاتجاه الذي سيسلكه، كما يؤهله لاستكمال دراسته على المستوى الدولي وهذا ما نود أن نقوم به هنا في مصر.
كيف ترى التغيرات التي تقودها وزارة التربية والتعليم هنا في مصر؟
أعتقد أن التغيرات التي تنطوي على توفير التكنولوجيا الرقمية داخل المدارس، تعتبر تغيرات مثيرة للاهتمام، وأن تلقي التلاميذ التعليم من خلال الأجهزة الإلكترونية يعتبر أداة إضافية، فنرى أنه وفقًا للإحصاءات، أن تلقي التعليم من خلال الأجهزة الرقمية هو تعلم أكثر سرعة وأكثر تكاملًا للتلاميذ.
لكن التكنولوجيا لا يجب أن تمثل كل شيء، فيجب أن يمتلك الطالب القدرة على الحكم، حيث يجب استخدام هذه التكنولوجيا فقط عندما تكون هناك أهمية لذلك، فلا يجب أن يتحول التعليم إلى الاعتماد فقط على مجرد آلة أو جهاز كمبيوتر.
العملية التعليمية بشكل عام تعتمد على نقل المعرفة للطلاب من قبل أفراد رجال وسيدات، وعليه نستهدف أيضًا تكوين شخصيات رجال وسيدات كي يتكاملون مع العملية التعليمية، التي تستهدف المستقبل، وتُشكل التعليم الذي يتلقوه مع المرحلة التي يعيشونها في الحاضر.
كيف ندمج بين الورق والآلات في التعليم من وجهة نظرك؟
التكنولوجيا الرقمية تمثل آلة إضافية ويجب استخدامها على هذا النحو، فهي مفيدة لجلب مصادر وفيرة في علوم التربية وتسمح للأطفال عدم حمل حقائب مدرسية ثقيلة مرهقة للأسرة أيضًا.
وهذه هي الطريقة التي يجب الاستفادة من الوسائل التكنولوجيا داخل التعليم فقط وهو ما نعتمد عليه في المدارس الخاصة بنا.
وجه رسالة للتلاميذ الذين يمكنهم الاشتراك في هذه المدارس الجديدة
أود أن أقول للتلاميذ المصريين إنهم يعيشون في بلد رائع، وهي الدولة التي بنت تاريخ العالم أجمع بأسره، وندرك جمالها الحقيقي عندما ننظر إلى تاريخ الإنسانية، إذن فهي تمثل التراث داخل كل طالب مصري، كما أنهم يعيشون في عصر رائع فيه كل شيء ممكن ويتم تنفيذ المشاريع سريعًا بصورة استثنائية.
إذ ترتكز آمالنا في إطار النظام المصري على مساعدة وتنمية كل طالب بشكل شخصي، لنكون على موعد مع عالم الغد وهو العالم الذي يكون كل شيء به ممكنًا.