الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

القارئ الأمين محمد.. المنشاوي نسبا وللسماء صوتا

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 21/يناير/2019 - 12:32 ص

في مثل هذا اليوم 20 يناير من العام 1920ولد”محمد” نسبة إلى الحبيب المصطفى هكذا سماه والده، وفي الثامنة من عمره، أتم حفظ القرآن الكريم عن والده وشيخه في كتاب قريته ويكني “أبى مسلم”، وكعادة آل “المنشاوي”، حفظ كتاب الله  فكبيرهم هو مثبت المنشاوي، وصغيرهم هو صديق المنشاوي الوالد الذي ذاغ صيته في ربوع الصعيد كقارئ متمرس، وهو بطبيعة الحال من رآي نبوغ “محمد “..

فأرسل ابنه إلى أخيه الشيخ أحمد المنشاوي، هو الصوت الذي قال عنه “أحد الصالحين” حينما كان يقرأ في باب الشعرية، كنت تسمع صوت “السكون”، وكأن الكون اكتسى بالطمئنينة والسكون، هذا هو العم الذي أوكل إليه صديق السيد  تريبة “الشيخ محمد”، فأخده أحمد  إلى المربي الشيخ محمد مسعود، وهو من تخرج من تحت يديه عملاقة القراء “كمحمد صديق المنشاوي وكامل يوسف البهتيمي ومحمود حسنين الكلحي والسعدني وغيرهم من مشاهير تلك الفترة الثرية.

من هنا كانت البداية..

الشيخ محمد مسعود، شيخ القراءات الكبير، من تتلمذ عليه يديه النجوم، يأخذ “محمد” ذو 15 عشر عاما، إلى الحفلات التي يحيها هو شخصيا، وآخذ “الشيخ محمد”يأخذ قسطا بسطيا من حفلات شيخه حتى ذاغ صيته بين كبار تلك الفترة التي كان يتربع على عرشها الشيوخ على محمود، والفشني، والشيخ منصور بدار، وعلى حزين، ومحمد الصيفي.

ربي قد أتايني الملك..

وفي نهاية الأربعيات، كان الشيخ محمد صديق المنشاوي، وصل إلى قمة مجده، وأطلق عليه الموسيقار محمد عبد الوهاب لقب “قارئ النهاوند والبيات”، وعد القارئ الأوحد الذي اعتمد إذاعيا دون أن تجرى له إختبارات قبول، فلقد كان يرى نفسه، في وضعية أهم من أن يختبر، في روح القرآن وهى طريقته للقراءة.

 

لم ينصف المنشاوي، كأطول نفس بين القراء كعبد الباسط، ولكنه كان للموسيقين رأي آخر في صوته وطريقة أداءه

فالنسيخ اللحني للمنشاوي كان من الممكن أن يؤدي جملة مدتها دقيقة أو اثنين على أربع درجات صوته بخيث ينسج الجملة بدقة شديدة، وهو أمر غير تقليدي بين القراء وهو الصعود والهبوط  في الصوت، بحيث يم تضييق المساحة الصوتية والوصول إلى أربع درجات فقط ، فعلى سبيل المثال حينما يقرأ سورة الطارق يبدأ بجوبات حادة وبعدها يرتفع بالصوت مرة واحدة حتى يصل إلى معنى الآية بصوته.

تميز المنشاوي، بقراءته الغذبة، التى تدل على عظمة القرآن نفسه، فحينما ينطق المنشاوي: ” أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ” فكأنما المعنى هو من يتحدث، وتلك هى روح القرآن، فكان الشيخ يجتهد في إيصال المعني (المغزى الإلهي) إلى مستمعيه بصوته، وبطبيعة الحال انتقل هذا الإحساس إلى آذان الشيخ محمد صديق المنشاوي والذي يصنف “كمصريا خالصا”، فحينما تسمتع إلى أذان المنشاوي، لا تجد فيه استعراض للمساحات الصويتة كغيره من القراء، فأذانه بين الرست والحجاز فقط خمس درجات من مقام الرست، ولكن هو كما قلت أذانا مصريا، كالذى تربينا عليه، بختم الآذان بالصلاة على رسول الله.

اجمع من عايش الشيخ محمد صديق المنشاوي، على رهفه، ودماثة خلقه، وحسن تأدبه مع القرآن، كان كلما شرع في بدء  القراءة يجلس على الدكة “التختة” وكأنه يقرأ التشهد في الصلاة،متبهلا ومناجيا لربه حتى يفرغ من قراءته، بل وكان لا يفتح عينيه أثناءها حتى يقول صدق الله العظيم، فيفتحها كالنفس الراضية المطمئة، حتى ظن البعض في بداية حياته أنه “كفيف البصر” لاعتياده غلق عينيه.

كانت جل حياة المنشاوي القرآن، قضي حياته في خدمته، بين القراءة والحفظ، وكانت سمة الشيخ التواضع، والكرامة، والتى تملث في مشهد رفضه دعوة عبد الناصر للقراءة عنده..

للمنشاوي كرمات إلهية.. ذكر منها واحدة أخاه الشيخ محمود في جلسة خاصة جمعتنى به، عادة ما يطلق لفظ البحر على نهر النيل في الصعيد، ومن المعروف إن النيل لا يوجد به موج، فذات مرة كانت الشيخ يقرأ: “مرج البحرين يتلقان بينهما برزح لايبغيان.. ويكمل الآية، فإذا بنهر النيل يصبح له موج كموج المالح ” نسبة للبحر الأبيض المتوسط” .

وآخرى ذكرها صديقه، في إحدى اللقاءات الإذاعية، فقال:” كان الشيخ دائما ما كان يجلس عنده في مكان تجاره بجوار شارع مصر والسودان، وكان هناك عامل يلمع حذاء الشيخ، وفي مرة أعطاه الشيخ مبلغا من المال، فنظر إليه العامل وقال له:”كتير يا مولانا” فقال له عشان مش هتأخد منى فلوس تاني، ومش هتشوفني تاني” وقد كان.. فقلد انتقل الشيخ في 20 يونيو عام 1969، وظلت خدمته للقرآن تلقي بظلالها إلى الآن حتى يرث الله أرضه سيظل المنشاوي باقيا، تلك كانت مقوله الشعرواي عنه.

 

تابع مواقعنا