مريم عبد الحكيم تكتب: لم تكذب أمي قط!
ليلة لا تختلف كثيرًا عن سابقيها!
أشعر بمحاولة جديدة للهجوم لا تقل ضراوة بل على العكس.
لم تكن المرة الأولى التي يفاجئني بها الحنين بنوبة قاسية أجاهد كي ألوذ بالفرار منها.
أيتلذذ بتعذيبي وبتلك الأنفاس المتلاحقة التي تخرج رغمًا عني ترجوني بتوسل أن أسمح له بالانتصار؟ ربما تُلهيه النشوة أو يمل من إعادة الكَرّة.
لن أُعجِّل بهلاكي..
استسلامي لندائه اللعين لا يعني سوى النهاية.
أتسلح بعقارب الساعة علَّها تُنصفني.. سخرت مني ككل مرة التجأت إليها.
ذكرتني بما قالته لي أمي قبلًا ظنًا منها أنَّ خدعتها ستنطوي عليّ!
كنتُ أبكي بحرارة.. أطيل النظر إلى عينيها أفتش عن الدفء ليغمرني لثوان كنتُ لأحتفل بهم دون شك.
اكتفت بترديد أنَّ الزمن كفيل بمداوة ما حدث.
لم تكذب أمي قط!
عارضتها دموعي التي لم تتوقف في رد سريع أنها لم تعبأ بتلك العبارة ولا زالت تتعطش للمزيد فلم تجد بدًا من ليّ الحقائق كما يتدرب الساسة يوميًا..
لا شك أنها خافت من ذكرها كاملة على مسامعي.
حاولت إقناعي أنّ الحزن مختلف.. يبدأ كبيرًا في قلوبنا ليتضاءل بعد ذلك..
هل نست أن تكمل؟!
يتضاءل ليفسح الطريق للصفعة الجديدة.. حينها فقط نتغافل عن آلامنا مُرغمين وتكون الغلبة للصدمة وما تفعله بنا.
امتنعتُ مؤخرًا عن التطرق لهذه الأمور في أحاديثي السريعة مع أمي.. تركتُ لابتسامتي السقيمة المهمة لتتولى اقناعها أنها كانت على حق.
لن يحن الوقت لمواجهة تجمعنا يا أمي فحزني الجديد سيحول دون دقيقة واحدة أتحلى فيها بالشجاعة التي تنقصني لأصارحك عن هذا الألم الذي فتك بي وأنا أنتظر تضاؤل حزني.