رئيس القومي للبحوث الفلكية: نفتتح ثاني أكبر محطة رصد فلكي في العالم.. ونأمل في تدشين مدينة فلكية مصرية | حوار
مصر لديها 80 محطة رصد زلزالي
السبب الرئيسي لحدوث الزلازل هي مناطق الفوالق النشطة الأرضية
المعهد رصد اكتشافات دولية عديدة أهمها رصد كوكب بلوتو عام 1929
المعهد يدرس مواقع المدن العمرانية الحديثة كما يحدّث كود البناء لمصر
تعتبر محطات رصد علوم الفضاء في معظم دول الخليج تحت الإدارة المصرية
توافقنا على مكان قمتين لإنشاء المرصد الفلكي المصري الكبير
تعد مصر من الدول الرائدة في علوم الفضاء والرصد الفلكي، لوجود المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والذي يعمل علي رصد الظواهر الفلكية التي تحدث في الفضاء الخارجي، فضلًا عن رصد الهزات الأرضية التي تحدث داخل الأراضي المصرية، حيث يغطي جميع المناطق على مستوى الجمهورية بنحو 80 محطة لرصد الزلازل.
ويعمل المعهد خلال الفترة الراهنة على تطوير الشبكة المصرية لرصد الزلازل والتي تم إنشائها عام 1992، كما يقوم المعهد بتطوير محطات الرصد الفلكي بإنشاء المرصد الفلكي المصري الكبير، وذلك حسب تصريحات الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والذي صرح خلال حواره مع القاهرة 24، بأن المعهد سينتهي من أعمال محطة رصد الحطام الفضائي والتي تعد من ثاني أكبر محطة بالعالم خلال شهرين من الآن.
وينعكس التطور الكبير في علوم الرصد الزلزلي علي النهضة التي تشهدها الدولة المصرية، حيث قام المعهد بالاشتراك في تحديث كود البناء للمشروعات القومية الحديثة.
إليكم نص الحوار..
بداية.. هل مصر دخلت منطقة الحزام الزلزالي؟ وما هي أسباب حدوث الزلازل؟
نؤكد دائما أن مصر لم تدخل منطقة الحزام الزلزالي، وأن مصر في مأمن عن مناطق حدوث الزلازل القوية، حيث يعتبر السبب الرئيسي لحدوث الزلازل في العالم هي التقاء الألواح الأرضية، حيث يوجد بالكرة الأرضية 7 ألواح أرضية والمعروفة بالأحزمة الزلزالية، وتوجد مصر داخل اللوح الإفريقي، ما يحمي مصر من حدوث زلازل متكررة.
أما بالنسبة لأسباب حدوث الزلازل في مصر، فهو منطقة الفوالق النشطة الأرضية، حيث يوجد في مصر عدد من الفوالق الأرضية، أهمها فالق كلبش بأسوان وهو فالق يمكن رؤية بالعين على سطح الأرض، فضلًا عن وجود فوالق أرضية غير ظاهرة وتكثر بمنطقة جبال البحر الأحمر.
ما أكثر المناطق النشطة فى مصر؟
منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يصل مستوى النشاط الزلزالى بها إلى المتوسط وفوق المتوسط وتؤثر على مدن الساحل الشمالى والإسكندرية ورشيد ودمياط، وتصل إلى أجزاء من الدلتا ونهر النيل، ومنطقة أخدود البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة وأيضًا منطقة دهشور ونشاطها الزلزالى متوسط، وأبو زعبل والخانكة شمال شرق القاهرة نشاطها الزلزالي متوسط ودون المتوسط، والزلازل في جنوب مصر الأقل نسبيًا عنها فى الشمال.
ما دور المعهد في رصد هذه الزلازل؟
المعهد يرصد ويسجل الزلازل في مصر وما حولها ويحلل البيانات الخاصة بها، كما أنه يدرس النشاط الزلزالى وتكرارية حدوثه ويستخدم الطرق الإحصائية لتحديد التوقعات المستقبلية لحدوث الزلازل، وذلك من خلال محطات متخصصة بها أجهزة حساسة جدًا لرصد هذه الزلازل.
ويوجد في مصر قرابة 80 محطة لرصد الزلازل وتم اختيار أماكنها بدقة فى ضوء التاريخ الزلزالى لمصر كلها ليصبح من المستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى ولو كانت أقل من الصفر.
كيف يقدم المعهد توعية للمواطنين تجاه الزلازل؟
تم إصدار دليل استرشادى لمواجهة مخاطر الزلازل والحد من مخاطرها بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ويضم الدليل الإجراءات التى يجب أن يتم اتخاذها فى حالة حدوث الزلازل، فهناك باب للمواطن العادي وآخر لمتخذي القرار وثالث للمحليات والمجتمع وباب للدفاع المدني عن دور وحدات المطافئ والإسعاف.
ما هي أهم الإسهامات الدولية التي نفذها المعهد؟
المعهد قدم اكتشافات دولية عديدة، أهمها رصد كوكب بلوتو عام 1929 قبل اعتراف العالم به 1930 بها، فضلًا عن رصد مذنب هالي 1806، وبعتبر أوضح صورة لمذنب هالي التقطت، كما وضع المعهد بوضع خريطة زلزالية لدول حوض النيل.
كيف يراقب المعهد التفجيرات النووية؟
المعهد هو المركز القومي الذي يقوم بمتابعة النشاط النووي في العالم، حيث يقوم المعهد من خلال الشبكة الوطنية للبيانات بقراءة النشاط النووي في منطقة الشرق الأوسط، كما أن المعهد عضو في شبكات رصد دولية، وهي التي تقوم بإرسال أي تفجيرات نووية أو انبعاثات نووية تحدث في العالم إلى المعهد، والذي يقوم بدوره برفع بيان عن حالة النشاط النووي إلى غرفة عمليات مجلس الوزراء.
كيف يشارك المعهد في المشروعات القومية؟
المعهد يشترك في النهضة العمرانية الجديد من خلال التعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية، حيث يقوم بدراسة الموقع للمدن العمرانية الحديثة، كما يدرس يحدث كود البناء، حيث يجب أن يحتوي كود البناء علي كود الخطورة الزلزالية.
ما هي أهم المشروعات التي قام المعهد بتحديث كود البناء لها؟
المعهد شارك في دراسة الموقع وتحديث الكود الزلزالي للبرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما يجري الآن دراسة لأبراج مدينة العالمين الجديدة، حيث يجب أن تكون هذه الأبراج قادرة على أن تتحمل الهزات الأرضية التي تحدث بتلك المنطقة.
وضح لنا تفاصيل العمل في المرصد الفلكي المصري الكبير؟
المعهد استطلع أكثر من 20 قمة جبلية لإنشاء المرصد الفلكي المصري الكبير، حيث تم الاستقرار على قمتين لإنشاء المعهد؛ إحداهما في منطقة جنوب سيناء والأخرى في منطقة الصحراء الشرقية، وجار الآن دراسة الموقع لاختيار إحدى القمتين لإنشاء المرصد الفلكي الجديد.
وقد تستغرق مدة العمل بالمرصد الكبير عام أو عامين، وذلك طبقًا للظروف المناخية، حيث إن المعهد يقوم باختيار المكان وفقًا لآليات عديدة، أهمها أن يكون المكان بعيدًا عن أضواء المدن.
متى يتم افتتاح محطة رصد الحطام الفضائي الجديدة؟
نعمل حاليا على الانتهاء من تجهيزات محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي وذلك باستخدام أشعة الليزر والرصد البصري، وذلك بالتعاون مع وكالة الفضاء المصرية، وستكون هذه المحطة هي المحطة الثانية علي مستوى العالم من حيث قطر التليسكوب، وسيتم الانتهاء من هذا المحطة خلال شهرين من الآن.
ماذا عن حقيقة اختفاء محافظة الإسكندرية؟
لا يوجد دليل واضح عن اختفاء الإسكندرية، ونحن حريصون على عمل تقنيات جديدة وحديثة للإنذار المبكر بأي أخطار وارد حدوثها، كما أن المعهد حريص على تطوير كل أجهزته لرصد احتمالية حدوث أي مخاطر والاستعداد لها.
وبالنسبة لارتفاع أمواج البحر المتوسط، هناك بالفعل ارتفاع لمنسوب سطح البحر وانخفاض في الأرض، ولكن ذلك يقدر بالملليمترات ولذلك فإن الأمر يحتاج إلى مئات السنين لكى يحدث هبوط يمكن بنسبة يمكن أن ينتج عنها غرق بعض الأحياء القريبة من الساحل وليس مدينة كاملة.
ما هي سبل التعاون التي يقوم بها مع المعهد مع الدول الأخرى؟
يقوم المعهد بالتعاون مع عدة دول أهمها اليابان، وتعتبر اليابان أكبر الدول التي تدعم مصر في مجال الفلك، كما أنه يوجد جمعية العمومية لجمعية منسوبي هيئة تطوير العلوم اليابانية JSPS في مصر JSPSAAE، بحضور السفير ماساكى نوكى، سفير اليابان لدى مصر.
ماذا عن دور المعهد في مساعدة الدول العربية؟
يقوم المعهد بإرسال خبراء في علوم الفضاء إلى دول الخليج العربي، لمتابعة تطور علوم الفضاء ولإدارة محطات الرصد الفلكي، حيث تعتبر محطات رصد علوم الفضاء في معظم دول الخليج تحت الإدارة المصرية.
في الأخير، نأمل أن تكون لدينا مدينة فلكية مصرية لخدمة المنطقة العربية ومنطقة شمال إفريقيا، خاصة أن مصر لديها إمكانيات بشرية وعلمية واعدة في مجال الفلك.